رفاه نيوف:
بعد قرار وزارة الزراعة بيع الحطب بمعدل طن واحد لكل بطاقة عائلية بسعر ٥٠٠ ألف ليرة، يعني راتب نصف سنة تقريباً، بات شراء الحطب من قبل سكان المناطق الجبلية من المستحيلات فلا يمكن شراؤه بهذا السعر المرتفع، وخاصة أن الحطب المعروض للبيع كما علمت “تشرين” قطره أقل من ٧ سم وهذا القطر غير اقتصادي للتدفئة.
مئات آلاف الأطنان من الأخشاب الميتة نتيجة حرائق العام ٢٠٢٠ قيمتها بمئات المليارات… متروكة
الكثير من سكان القرى الجبلية المجاورون للغابات (جيران الغابة) لن يستطيعوا شراء الحطب وإنما سيستمرون في التعدي على الغابات لتأمين الدفء لأطفالهم و كبار السن، إضافة لتنشيط السوق السوداء، هذا ما أكده المواطن محمد مستغرباً سبب الارتفاع الكبير لطن الحطب وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغياب مازوت التدفئة والتقنين الكهربائي الطويل.
المعمرة أم آصف من قرى جرد القدموس قالت: لم نستطع هذا العام تأمين حاجتنا من حطب التدفئة، ونهاية الشتاء الماضي مع آخر ثلجة في آذار الماضي قطعنا الأشجار الخضراء لننعم بالدفء رغم أن الحطب الأخضر غير صحي لما ينشره من دخان كثيف عند الاحتراق.
جيدة بعد تأخير
خبير بيئي: القرار سيرفع سعر الأحطاب الأخرى على عكس المعلن
الدكتور محمود علي أستاذ البيئة و حماية الغابات قسم الحراج والبيئة جامعة تشرين أكد ل”تشرين” بأن هذه الخطوة جيدة ولو أتت متأخرة، ولفتة كنا نُطالب بها من سنين، لكن حكماً ليس بهذا السعر الذي يفوق قدرة سكان المناطق الحراجية، والجوار.
سكان ريفيون أكلهم الفقر ليسوا قادرين على دفع هكذا مبالغ، بالتالي سيضطرون إلى “بيع بطاقاتهم” لتجار الحطب.
وأضاف د.علي: منذ مدة والناس تبيع الأحطاب الناتجة عن التقليم الجائر والقطوعات التجديدية للزيتون بسعر ٤٠٠ ل ٤٥٠ ألف للطن، وحطب الزيتون للتدفئة أفضل بكثير من الأحطاب التي ستبيعها الزراعة، لذلك هذه الخطوة ستدفعهم لرفع أسعارهم في حين كان المفروض أن تخفض أسعار الأحطاب فيما لو أخذت القدرة الشرائية لعامة الشعب بعين الاعتبار عند التسعير.
ويأمل د. علي أن يتم منح هذا الطن لكل أسرة تسكن بالقرب من الغابات مجاناً مع بطاقة كُتب عليها (هذا عربون صداقة من جارتك الغابة) لتشجيع السكان على إقامة علاقة جيدة مع الغابة ومع القائمين على خدمتها.
وأضاف د. علي: يوجد في غاباتنا مئات آلاف الأطنان من الأخشاب الميتة نتيجة حرائق العام ٢٠٢٠، تركت مرتعاً للحشرات والأمراض، و خطراً مضاعفاً عند حدوث حرائق في المستقبل. قيمة هذه الأخشاب تقدر بمئات المليارات (حسب التسعيرة الجديدة للوزارة)، ولو جمعت ووزعت بأسعار رمزية لحلت مشكلة التدفئة لسكان المناطق الريفية حيث توجد هذه الغابات لسنين، لكن التردد في اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب كان له أثمان اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة.
أقل من السوق
مدير دائرة الحراج في مديرية زراعة طرطوس الدكتور فادي ديوب أكد ل “تشرين” بأن سعر طن الحطب أقل من السوق وتم تحديده بقرار وزاري، و الدائرة مستمرة ببيع الأحطاب للأسر وخاصة الريفية، وقد بلغت كمية الحطب المباعة للأسر في محافظة طرطوس حتى نهاية تشرين الثاني من العام الحالي 206 أطنان استفاد منها 411 أسرة .
وأشار ديوب إلى أن متوسط الأسر المستفيدة كل عام بمعدل 400 – 450 أسرة بمعدل 200-300 طن سنوياً .
838 عدد الضبوط المسجلة نتيجة التعدي على الغابات وقطع الأشجار
وأشار ديوب إلى ارتفاع عدد الضبوط المسجلة خلال العام الحالي مقارنة مع العام الماضي نتيجة التعدي على الغابات وقطع الأشجار حيث بلغت 838 ضبطاً بينما سجل العام الماضي 789ضبطاً وتمت إحالة جميع الضبوط إلى فرع قضايا الدولة في طرطوس لاستكمال الإجراءات القانونية بحق المخالفين .
وبلغت خطة التحريج خلال العام الحالي 75 هكتاراً و تم إنتاج 200 ألف غرسة وبلغت المساحة المعاد تحريجها بعد الحرائق التي أتت عليها 7 هكتارات زرع فيها 3000 غرسة من الصنوبر الثمري والخرنوب الكينا والغار ، وتعمل الدائرة على تحريج أي مساحة تتعرض للحرائق أو للتعدي أو تكون بحاجة للترقيع من الغراس الحراجية .
بانوراما سورية-تشرين