التقت نائب رئيس الجمهورية الدكتورة نجاح العطار وفد المثقفين الإيرانيين المشاركين في أعمال مؤتمر دور المثقفين في تعزيز صمود الشعب السوري، وأكدت دور المثقفين والكتاب في التصدي للعدوان الذي تتعرض له سورية، ويستهدف محور الصمود والمقاومة، مشيرة إلى عمق الروابط التاريخية والثقافية والإنسانية مع الشعب الإيراني المقاوم.
وقالت الدكتورة العطار: إن الكتاب والمثقفين الإيرانيين والسوريين حشدوا كل الإمكانات لنقل صورة ما يجري في سورية في مواجهة أخطر الجبهات، وهي جبهة الإعلام الشريك في جريمة سفك الدم السوري الرامية إلى ضرب الثقافة العربية والإسلامية ونشر الانحلال الأخلاقي فيما تطرحه من أفكار هدامة، وأشارت إلى قيام المجموعات الإرهابية والتكفيرية بممارسة شتى أنواع التدمير والإرهاب لكل ما هو حضاري من كنائس ومدارس وجامعات ومساجد وبيوت الناس البسطاء بمشاركة دول عربية عميلة تدفع بمرتزقة من جنسيات عربية وإسلامية إلى سورية وبتعاون مع تركيا التي فتحت حدودها لعبور السلاح والإرهابيين بهدف القتل والعدوان والتخريب.
واستعرضت نائب رئيس الجمهورية ما يقوم به الجيش العربي السوري للدفاع عن الوطن انطلاقاً من ثقافته المرتبطة بالنضال والمقاومة، مؤكدة أن أبناء المجتمع السوري دون استثناء يؤمنون بضرورة النضال من أجل الوطن وحمايته من أي عدوان والدفاع عن جوهر القضية العربية وهي قضية فلسطين، وأشارت إلى ما حققته سورية على مدى أربعين عاماً على مستوى التعليم والثقافة، مؤكدة أن الفكر التنويري الذي ينبغي أن ينتشر هو الذي يحميها، وأن المفكرين والكتاب الذين يحملون رسالة سامية يدافعون عن سورية لما تمثله من قيم حضارية.
ولفتت الدكتورة العطار إلى أن الجامعة العربية هي جزء من المؤامرة، وأخذت مواقف مؤيدة للدول الاستعمارية، مخالفة بذلك إرادة شعوبها، وتآمرت على بعض البلدان العربية، وأخفقت في سورية بفضل تلاحم الشعب السوري مع جيشه وقيادته، مبينة أن سورية رفضت الانصياع لكل المطالب بالتخلي عن علاقتها مع إيران وإيقاف دعم المقاومة، ومؤكدة أنها لن تتخلى أبداً عن مواقفها هذه.
بدوره أكد الدكتور منوجهري محمدي أن مؤتمر دور المثقفين في تعزيز صمود الشعب السوري بمشاركة المثقفين والكتاب الإيرانيين والسوريين كان غنياً في الأطروحات ووجهات النظر التي كانت متطابقة، مشيراً إلى أن الشعب السوري نجح بفضل صموده في إعادة تعريف العروبة وإرجاعها إلى معناها الشامخ إضافة إلى أن هذا الصمود الأسطوري عمم مفهوم المقاومة وعرف مفهوم الوطنية الذي لا يتنافى مع الدين، واعتبر أن هذا الصمود أضاف معاني جديدة للمقاومة في وجه أعتى الحروب التي تعدد القائمون عليها من متطرفين من مختلف التوجهات، مؤكداً وقوف الشعب الإيراني إلى جانب الشعب السوري لأن الشعبين يقعان في معسكر واحد وهو التصدي للدول المستكبرة ومناصرة الشعوب المستضعفة.
حضر اللقاء سفير إيران في دمشق الدكتور رضا شيباني ورئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة.
العمل المشترك لتكريس القيم
الحضارية في مواجهة التطرف
وفي طهران، بحث الدكتور علي جنتي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني مع الدكتور عدنان محمود سفير سورية لدى إيران توسيع مجالات التعاون الثقافي والفكري وإقامة مشاريع مشتركة في الإنتاج الثقافي والمعرفي وإقامة الندوات والمعارض الثقافية والمهرجانات بمشاركة النخب الثقافية والعلمية والمجتمعية في كلا البلدين، وشدد الجانبان على العمل المشترك من خلال المؤسسات الثقافية في البلدين لتكريس القيم الأخلاقية والإنسانية والحضارية التي تشكل القوة الأساسية في مواجهة الإرهاب والتطرف.
وأكد جنتي أن وزارة الثقافة والإرشاد الثقافي في إيران تضع إمكانياتها وخبراتها في خدمة المؤسسات الثقافية في سورية لتعزيز دورها في مواجهة الفكر الإرهابي المدمر الذي يستهدف القيم الحضارية والثقافية والإنسانية الراسخة والمتجذّرة منذ آلاف السنين في سورية.
من جانبه أشار السفير محمود إلى أهمية وضع برامج عمل مشتركة بين المؤسسات الثقافية ومراكز البحوث والدراسات في البلدين للمساهمة في تقديم المعرفة وربط شعوب المنطقة بقضاياها الأساسية في مواجهة الإرهاب المدمر ومحاولات قلب الحقائق وصرف الاتجاه عن العدو الرئيسي الذي يهدد شعوب المنطقة وهو إسرائيل.
وقد وافق الوزير الإيراني على مقترحات وزارة الثقافة السورية بإحداث مؤسسة للإنتاج السينمائي السوري الإيراني المشترك للأفلام القصيرة ومشاركة إيران الفاعلة في المهرجان الدولي لأفلام الشباب المزمع عقده في سورية وتقديم الخبرات الفنية للمعهد العالي للموسيقا في سورية.