تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يتلقّى برقيات تهنئة من قادة ورؤساء دول عربية وأجنبية بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لع... الجلاء في ذكراه الثامنة والسبعين… تكريس الاستقلال وخيار المقاومة الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه عدداً من كبار علماء الشام دور المؤسسة الدينية بترسيخ الاستقرار من خلال ... الرئيس الأسد والسيدة الأولى يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس الرئيس الأسد يلتقي المدرسين الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقة العلمية التي أقامتها وزارة التربية الرئيس الأسد يلتقي ضباطاً متقاعدين: استثمار النضج والمعرفة والخبرة المتراكمة لخدمة الدولة والمجتمع الرئيس الأسد خلال لقاء مع أساتذة اقتصاد بعثيين من الجامعات العامة: الدعم يجب أن يبقى والنقاش لا يتم ... الرئيس الأسد يصدر القانون رقم ( 12 ) الخاص بحماية البيانات الشخصية الإلكترونية الرئيس الأسد يصدر مرسومين بتنفيذ عقوبة العزل بحق ثلاثة قضاة

هلوسات مابعد الكأس الرابعة…..الجزء الثاني

* باسل علي الخطيب

قلنا في خلاصة الجزء الاول من هذا المقال، أن مبدأ الحتمية هو الذي يحكم هذا الكون، وقد أكدت على ذلك الفيزياء الكلاسيكية لنيوتن، والفيزياء النسبية لاينشتاين….

كان ظهور النظرية الكمومية عام 1900 مع العالم ماكس بلانك، بمثابة الصاعقة في سماء العلم، النظرية الكمومية شككت في مبدأ الحتمية، حتى كادت تقوضه…..

خلاصة النظرية الكمومية تقول، أن كل شيء خاضع للارتياب، لأن ادوات القياس ذاتها خاضعة للارتياب، وأنه لايمكن توقع أي شيء ضمن طيف لانهائي من الاحتمالات، وأنه لاشيء حتمي أو نهائي في هذا الكون…..

النظرية الكمومية قامت على مبدأ الشك لهايزنبرغ الذي يقول ” أنه لا يمكن تحديد موضع و كمية حركة الالكترون في نفس الوقت، إما هذه أو تلك “، عدا عن ذلك اثبت العلم الكمومي أن الالكترون يمكن أن يختفي في مكان ما فجاة، ويظهر في مكان آخر غير متوقع فجأة، وان لكل جسيم طبيعتين، طبيعة موجبة وطبيعة مادية، أضف إلى ذلك قالت النظرية الكمومية أن الجسيمات دون الذرية ، وبالتالي الاجسام التي تتكون منها، تخضع في تصرفها لتأثير المراقب….

كان إينشتاين من أشد المعارضين للنظرية الكمومية، و أطلق جملته الشهيرة ” أن اللّه لا يلعب النرد”، ر و لكن النظرية الكمومية أثبتت صحتها في الكثير من الاختراعات التي نتعامل معها يومياً، الموبايلات، الشاشات الذكية، الكمبيوترات المحمولة، الموصلات……

قد تكون تجربة قطة شرودنغر، من أكثر التجارب العلمية إثارة للتفكير، وشرحاً لماهية أو كنه النظرية الكمومية…..
تخيل شرودنغر تجربة ذهنية، تم فيها حبس قطة داخل صندوق مزود بغطاء، وكان مع القطة عداد غايغر يقيس الاشعاع، وكمية ضئيلة من مادة مشعة، بحيث يكون احتمال تحلل ذرة واحدة خلال ساعة ممكناً. ويمكن أن لاتتحلل، كلا الاحتمالان متساويان، إذا تحللت الذرة فإن عداد غايغر سوف يطرق مطرقة، تكسر بدورها زجاجة تحتوي حامض الهدروسيانيك الذي يسيل ويقتل القطة فوراً. واذا لم تتحلل فإن القطة تبقى حية….

والآن يقف المراقب أمام الصندوق المغلق ويريد معرفة، هل إن القطة حية أم ميتة ؟ من وجهة نظر ميكانيكا الكم، توجد القطة بعد مرور الساعة في حالة مركبة من الحياة والموت، أي أنها حية وميتة في نفس الوقت،أي أنها في حالة تراكب مابين الحياة والموت، ويعبر عن هذه الحالة بدالة موجبة لها ذروتين متناقضتين، وعندما يفتح المشاهد الصندوق يرى القطة إما ميتة أو حية، وتسقط حالة التراكب، ونصير امام تابع أو دالة من الدرجة الأولى….

نعم، لطالما سألت نفس السؤال التالي، لو أنني قررت مشاهدة مباراة كرة قدم مثلاً،و لم أستطع مشاهدتها لسبب ما، هل كان للنتيجة أن تتغير لو شاهدتها؟….

سأطرح سؤالاً من نوع آخر، عام 2019، تعرضت لحادث في سيارتي على اتوستراد طرطوس – حمص، كنت متوجهاً لحضور مؤتمر علمي جيولوجي في دمشق في فندق الداما روز، وكان عندي محاضرة في المؤتمر، انفجر دولاب السيارة اليساري الخلفي، وجنحت بنا السيارة يميناً، وقلبت بجانب الطريق، الحمد لله خرجت أنا وزملائي سالمين دون أضرار كبيرة، إلا من بعض الجروح السطحية والرضوض، كان معي في السيارة حمولة زائدة كانت من جهة الدولاب الذي انفجر، هي عبارة عن مجموعة كبيرة من العينات الصخرية والتربية….
السؤال الذي اطرحه هنا، لو لم يكن معي هذه العينات هل كان سينفجر الدولاب؟…..

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الرحمن ” كل يوم هو في شأن….”، هل تشير هذه الآية بشكل أو بآخر إلى النظرية الكمومية؟… وان كان كذلك، أين ما قدمناه في الجزء الاول من المقال، أن الله لا ينتقل من حال الى حال؟….

السؤال الاهم، كلا النظريتان، الحتمية والكمونية تم إثبات صحتهما، ولكنهما متناقضتين بالمطلق، فكيف يمكن أن يكون هذا معقولاً؟؟……
على أساس هذا السؤال، وعلى مدى نصف قرن، و المجمع العلمي العالمي يحاول إيجاد نظرية تجمع النظريتين، أسموها نظرية كل شيء، ولكن حتى تاريخه لم يجدوها….
وانا أكاد اجزم، مع بعض الارتياب النسبي، أنهم لن يجدوها، أما لماذا أقول لن يجدوها، لآن المجال الذي يبحثون فيه عنها هو الفيزياء، ومكانها في مستوى أعلى من الفيزياء، لذلك قلت مع بعض الارتياب النسبي….

إليكم بعض الجنون، قد يكون المثال الصارخ عل مفهومي الحتمية والكمومية هو ذاك السؤال الازلي: هل الإنسان مسير أم مخير؟ لاتوجد إجابة قاطعة، تميل بالكفة لأحد الخيارين، وهذا هو حال النظريتين….
ولكن ما رأيكم لو قلنا لكم أن الإنسان مخير ومسير في نفس الوقت؟ وان حاله تشبه حال قطة شرودنغر….

هو مسير من ناحية أن عدد الخيارات لديه محدد، قلت محدد وليس محدوداً، وأنه مخير من ناحية أن له الحرية الكاملة والمسؤولة لانتقاء الخيار الذي يريد…
بكلام آخر تخيلوا أنه لدينا طريق، وهذا الطريق منته من الجهتين، ضمن الطريق عدة مسارب، وانت مخير في انتقاء المسرب الذي تريد، ولكن ضمن حدود هذا الطريق…..
وانت لن تعرف النتيجة الحتمية لذاك الخيار، حتى تصل إلى نهاية المسرب، وستكون انت ذاتك المراقب اياه في التجربة اعلاه….
أتكون الآية الكريمة من سورة الإسراء ” أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا…” تشير إلى ذلك؟….

بالعودة إلى الأسئلة اعلاه، أن كل يوم هو في شان، هذا تبدل في الصفات وليس تبدل في الجوهر، فالله هو النافع، وهو الضار، هو غفور رحيم، وهو شديد العقاب….. وهنا قد كرم الله الإنسان بذلك، أن خيارك أيها الإنسان يحدد الصفة التي يقابل بها الله ذاك الخيار…..

أما هل كان يمكن لنتيجة المباراة أن تتغير لو شاهدتها، ولكن هل أنا الوحيد الذي لم يشاهدها؟ وماذا عن الذين شاهدوها؟…
نتيجة المباراة ماكانت لتتغير، لأن هذه النتيجة هي حصيلة فعلي وفعل غيري، محصلة هذه الأفعال قد تعطي نتيجة أخرى للمباراة أن تم اعادتها، إذا تغيرت المحصلة، ولكن ستكون النتيجة الثانية حتمية، لأن هكذا محصلة لاتؤدي إلا إلى هذه نتيجة…..

هل كان لينفجر الدولاب لو لم تكن هناك حمولة زائدة؟ نعم كان لينفجر، ولكن لسبب آخر، أو كان يمكن أن ينفجر في وقت آخر وفي مكان آخر وفي ظروف أخرى، ولكنه كان سينفجر حكماً، وقد كان من لطف الله أنه انفجر حيثما انفجر وفي ذاك التوقيت، حتى تكون الأضرار بسيطة وننجو جميعاً….
وهذا مانسميه باللطف، أن هناك نتائج أكيدة وثابتة لمحصلات الأفعال، ولاتنسوا انتي أقصد هنا بالأفعال أفعالنا، أي خياراتنا، ولكن يأتي اللطف الإلهي ليخفف من النتائج، ذاك اللطف الذي يكون ايضاً لسبب، وليس مجانيا، وهو مرة أخرى نتاج افعال أخرى…..

كلا النظريتان صحيحتان، وما أوردته من اجابات على أسئلة أنا طرحتها، هو محاولة لإثبات ذلك….

قلت إن اينشتاين قال أن الله لايلعب النرد، وأقول إن الله يلعب النرد، ولكنه يعرف النتيجة، مع الاشارة أن استعمال كلمة يلعب هنا هو استعمال مجازي فحسب، لانه حاشا للله اللعب….

اختم هذا الجزء بما قاله هايزنبرغ صاخب مبدا الشك وأحد اباء العلم الكمومي، ” ان أول جرعة من كأس العلوم الطبيعية تجعلك ملحداً، وعندما تصل إلى قاع الكأس، تجد الله في انتظارك”…….

يتبع…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات