تخطى إلى المحتوى

اللعب بالإعدادات…. هل يمكن افتعال الزلازل؟؟……

*باسل علي الخطيب

” لا داعي لارسال الدبابات”….
هذا ما كتبته صحيفة شارلي ابيدو الفرنسية الساخرة، بجانب رسم كاريكاتيري يصور دماراً و خراباً في سوريا و تركيا، بعد الزلزال بساعات….
مهما بلغت سادية الرسام و وحشيته -كما أعتقد- لن يخاطب بهكذا تعليق مع هكذا رسم جمهور الصحيفة…
هل يمكن أن يكون التعليق و الرسم الكاريكاتوري رسالة ما؟….

أثناء اللقاء التلفزيوني معي البارحة، و في معرض إجابتي على أحد الأسئلة، قلت أنه لا يحصل عادة زلزالان كبيران على نفس الفالق خلال فترة زمنية قصيرة، هذا ما يخبرنا به التاريخ الزلزالي على مستوى العالم ككل، و تكون الفواصل الزمنية بين هكذا زلزالين أقله نصف قرن…
تابعت الإجابة قائلاً: إن حصل زلزال كبير مرة ثانية خلال الفترة القليلة القادمة على نفس الفالق…… إن حصل…… فنحن أمام احتمالين لا ثالث لهما، الاول أننا كمختصين في هذا العلم لا نعرف الكثير و علينا أن نتعلم أكثر لنعرف أكثر، و هذا ما نفعله على كل الأحوال، أما الثاني فإن هناك من يلعب بالإعدادات، و أقصد أن هذا الزلزال الثاني الذي قد يحصل، و حتى الأول قد يكونوا مفتعلين…..

دعونا نعتبر أن كلا الاحتمالان السابقين متساويين بنسبة 50 بالمئة، لن نناقش الاحتمال الأول، فنحن كمختصين نحاول كل دقيقة أن نتعلم أكثر حتى نعرف أكثر، دعونا نناقش الاحتمال الثاني…
هل يمكن افتعال الزلزال ؟؟….

حسناً، كلنا قرأ عن برنامج ( هارب) للتحكم بالمناخ أو افتعال ظروف مناخية معينة غير اعتيادية في أماكن معينة في العالم، قرأت مقالات حول ذلك للمختصين في علم المناخ، و أنا لست مختصاً في علم المناخ، وقد يؤكد كلامي التالي مختصو المناخ…..

عدا عن ذلك، دعونا نأخذ عملية ( الاستمطار)، أليست العملية تحكماً بالمناخ؟ و قد تكون حالياً أسهل عمليات التحكم بالمناخ، أضف لذلك، في عام 1994 عندما كنت أدرس في روسيا، استضافت مدينة سانت بطرسبرغ التي كنت أدرس فيها، دورة النوايا الطيبة للألعاب، و هي دورة استحدثها الاتحاد السوفييتي رداً على الألعاب الأولمبية الصيفية بعد أن قاطعت الدول الغربية أولمبياد موسكو1980، فقاطعت رداً على ذلك دول الكتلة الشيوعية أولمبياد لوس أنجلوس 1984، فأنشأ الاتحاد السوفييتي هذه الألعاب، التي كانت دورتها الأولى 1986 و الثانية 1990، و الثالثة 1994، و كان يشارك بها أغلب دول العالم…..

موعد إقامة هذه الدورة في مدينة سانت بطرسبرغ،، كان يعتبر موسم الأمطار في هذه المدينة، وقد سبقت إقامة دورة بأيام أمطار غزيرة، فجأة توقفت الأمطار ، و لمدة أسبوعين ساد طقس صيفي رائع و معتدل، و بعد انتهاء الألعاب عادت الامطار لتهطل بغزارة شديدة، و قد تحدث الخبراء الروس عبر المحطات التلفزيونية هناك، و قد شاهدتهم و استمعت إليهم، أنهم قد اصطنعوا طقساً مناسباً للالعاب الرياضية…

إذاً يمكن التحكم بالطقس، لا نعلم بالضبط حدود قدرة بعض الدول على هذا، فنحن دائماً منفعلين و لسنا فاعلين، هذا يجعلنا نطرح السؤال التالي، ألا يمكن افتعال الزلازل؟ قولاً واحداً لا يمكن افتعال الزلازل في مناطق ليست نشطة أساساً، أي أقصد مناطق التقاء الصفائح التكتونية، أما إن تم افتعالها في مناطق ليست نشطة زلزالياً أساساً، أي اصطناع كسر أو صدع في القشرة الأرضية، فهذا على ما أعتقد أو أكاد أجزم يحتاج إلى قوة تدميرية هائلة و مكلفة، و لا يمكن إخفاء الأمر، أما في المناطق النشطة زلزالياً فالأمر حسب ظني ليس صعباً، فأنت تقوم بتحريض ما هو محرض أساساً، بإثارة ما هو مثار أساساً، ويمكن اخفاء الأمر……

تخبرنا نتائج التجارب النووية التي تم إجراؤها تحت سطح الأرض أو تحت سطح ارض البحر سابقاً، عن حصول هزات ارتدادية نتيجة عنها، إذاً الأمر علمياً و عملياً ممكن…..

نعود إلى زلزال فجر الاثنين 5 شباط، و بغض النظر عن كل الإشاعات، و لكن هناك خبران مؤكدان، الأول أن سفارات الدول الأوروبية و كندا و الولايات المتحدة قد تم إغلاقها و حذرت هذه الدول رعاياها، وطلبت منهم المغادرة، و الحجة توقع أعمال إرهابية، و هذا ما أثار استغراب و استنكار الحكومة التركية، الخبر الثاني ما قاله الخبير الهولندي فرانك هوغيرييتس، وقد صرتم كلكم تعرفون ما قال، و قد قاله قبل ثلاث أيام، و قد كتبت مقالاً حول ( نبوءته)….

أصارحكم أن (نبوءته)، أخذت حيزاً كبيراً من تفكيري، و حاولت أن أجد رابطاً منطقياً أقتنع به و أتوقف عن التفكير، ما بين المعطيات التي ذكرها و الزلزال الذي حصل، و أقصد تلميحه عن دراسته التاريخ الزلزالي للمنطقة، و ربط مواعيد حدوث الزلازل الكبيرة فيها بتموضع معين للأجرام و الكواكب في السماء و تحديداً القمر، أصارحكم هذا الربط منطقي و لكن فرانك لا يملك معطياته الكاملة و الدقيقة قولاً واحداً، هذه بصيرة و رؤية لا يمتلكها هذا الهولندي و لا كل من يقف خلفه، و لكنه حدد موقع الزلزال بدقة و حدد شدته بدقة، يبقى لدينا احتمال واحد بعد دحض كل الاحتمالات السابقة، أن الزلزال مفتعل، عبر تفجير نووي ما صغير…

قد قرأت سابقاً مقالاً مترجماً عن القنابل ( التكتونية), أعتقد كانت تسمى ميركوري، و لم أعد أذكر أين قرأت المقال و متى، المقال يقول أنه عبر هذه القنابل يمكن رفع الضغط و الإجهاد في باطن الأرض إلى الحدود القصوى، و بالتالي افتعال زلازل ما…..

إذاً الأمر علمياً و عملياً ممكن، و لكن لماذا تحتاج الدول التحكم بالمناخ أو افتعال الزلازل ؟؟..
أليس هذا أسهل من شن الحروب لفترات طويلة و تحمل تكاليف بشرية و مادية كبيرة، أليس هذا افضل طريقة لاركاع الدول المخالفة وهزيمتها؟…..

لا يمكن الجزم في اي أمر يحصل أو حصل، نكتب لنجيب على بعض الأسئلة، نكتب كشكل من أشكال التفكير بصوت مسموع، و لكن حتى تلك الإجابات وذاك التفكير يحرضان أسئلة أكثر و أصعب…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات