تخطى إلى المحتوى

إلى آخر الرجال الواقفين……

*باسل علي الخطيب

قلتها ذات عنوان، الرجل الرئيس و الرئيس الرجل، و هل من وصف يليق بكم سيادة الرئيس إلا وصف الرجل؟….

كان ذلك ذات يوم، و قد عرفنا أنها الحرب….
لم نقل لكم سيادة الرئيس ما قالته اليهود لموسى ” اذهب أنت و ربك فقاتلا”…..
قلنا لكم، اذهب أنت و ربك نقاتل، و نحن أمامك، و من خلفك، و على يمينك، و على يسارك…..
و ها نحن ذا، معاً بدأنا و معاً وصلنا…..

منذ اللحظة الأولى التي أحرقوا فيها البوعزيزي كانت العين على قصر المهاجرين…
وكل تلك المحطات التي مر بها إعصار العورات الأعرابية، لم تكن إلا بروفات للوصول إلى دمشق….

دمشق…
لا مكان للقلب إلا هناك، لا مكان للرأس إلا هناك ،يسألني الهوى أين الهوى، فأضع يدي على خاصرة دمشق…
آه يا دمشق…
هكذا ترعرنا كما يترعرع السنونو على سطوح بيوت قرانا،ان العراق والجزائر ولبنان وفلسطين و … والتي تقع على تخوم الروح، تقع أيضاً على تخوم منازلنا، وعلى تخوم أهلنا…..

نعم، كل أشكال الحرب، كل أشكال الضغط، كل أشكال الحصار، كل أشكال الاغراء، قد مورست ، لاشيء يهز دمشق، لاشيء يهز هؤلاء السوريين الرائعين الذين تحملوا وتحملوا وتحملوا، حتى لاتصبح المنطقة، كل المنطقة، موطيء قدم للشيطان الرجيم ….
هذا ليس كلاماً للريح، بل إنه كلام للدم الجميل، لذاك الدم السوري العبقري…

هذا هو قدرنا، اتذكر سيادة الرئيس وقد قلت ذات ايمان وتسليم ” لسنا نحن من يحني رأسه لأحد في هذا العالم”… كل هذه العيون، العيون إياها التي فيها الكبرياء، وفيها الأريحية أيضاً، كل أغصان الزيتون، كل ازهار الياسمين، كل الشهداء في هذه الارض، كلهم، رفعوا أيديهم تحية لك سيدي الرئيس، كل الوجوه كانت وجه بشار الأسد في ذلك اليوم وفي كل يوم……

قاسية هذه الأيام، ولكن مازال هناك الرمق الاخير، ياتيك مع صوت فيروز ( خبطة قدمكم)، وفي آخر النهار تقرا قصيدة ( تعال تغتسل بالأمل)، وتقول لكل هذا العالم، أن الازهار التي على القبور – قبور شهدائنا – لاتزال على قيد الحياة….

هذه ارمادا أخرى وتذهب، نعم إنها عبقرية دمشق، العبقرية عندما يكون هاجسها الأساسي هو الكرامة، إنه ذاك العقل الجميل، تلك الهامة الشامخة التي اسمها بشار الأسد….

تكاد أحياناً تنقلب على عقبيك من الضحك، و أنت تستمع إلى ذاك الإعلام الأعرابي، و هو يحاول أن يجد و لو مثلبة صغيرة في شخصية الرجل، في شكل الرجل، في لباس الرجل، حتى أنهم خصصوا ساعات لمناقشة ابتسامة السيد الرئيس عندما كان في حلب قبل يومين…
ألهذا الحد وصل بكم الإفلاس؟؟..
ألهذا الدرك من العهر وصلتم؟؟..
يعلم الله وحده كم أغظناكم و نغيظكم، يعلم الله وحده كم قهرناكم، يعلم الله وحده كم سببنا لكم من إحباط و يأس و كآبة……
إذاً..
فلتموتوا في غيظكم…
فلتموتوا في حقدكم…
و ستبقى زنوبيا إياها هي من تقدم فناجين القهوة في قصر المهاجرين، و لن ترقص سالومي أبداً في ردهاته….

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات