تخطى إلى المحتوى

الاستجابة المنقوصة..

*عبد العزيز محسن:
بعد مرور أكثر من عشرة أيام على الزلزال المدمر تحاول البلاد لملمت جراحها والتغلب على آلامها واحزانها.. وتتكاتف الجهود للتخفيف عن المتضررين ومساعدتهم في ظرفهم الجديد والوقوف الى جانبهم في رحلة العودة الى حياتهم الطبيعية..
واليوم، وبعيداً عن العواطف والمشاعر الإنسانية التي تساوى فيها جميع السوريين يحق لنا أن نسأل عن حجم الاستجابة لهذه الكارثة.. هل كانت بالمستوى المطلوب على جميع الأصعدة..؟! هل قامت مؤسسات الدولة بدورها المأمول منه.. هل كانت استجابت الأفراد ورجال الأعمال كافية.. وماذا قدم المغتربون والجاليات السورية في دول العالم؟ وهل ماقدمته الدول الشقيقة والصديقة مقنعاً وكافياً؟ .. ولأن التعميم قد يكون خاطئاً وظالماً فأننا سنلتزم مبدأ النسبية.. ونقول من خلال متابعتنا اليومية واللحظية ان الاستجابة العامة كانت جيدة جدا من المواطنين العاديين.. وكانت مقبولة من المؤسسات والجمعيات الأهلية بحسب امكاناتها.. أما على صعيد رجال الأعمال والمغتربين والشخصيات الكبيرة والفنانين المشهورين فللأسف كانت هذه الاستجابة دون المستوى المطلوب.. فالغالبية العظمى من هذه الشريحة لم تقدم ما هو مأمول أو مطلوب منها في هذا الظرف الصعب.. وبالإمكان مراجعة حجم التبرعات ومقارنتها بإمكاناتهم المالية وبحجم أعمالهم وسيبدو أن ما تبرع به اكثرهم مجرد ارقام عادية جدا وتكاد لا تُذكر مقارنة بمقدراتهم وبحجم الفاجعة… أما ما قدمته الدول الشقيقة والصديقة فكان بشكل عام مقبولاً من الدول التي لا تربطنا معها علاقات قوية.. بينما كانت الاستجابة عادية وضعيفة نسبياً من بعض الدول الشقيقة والصديقة التي كنا ننتظر منها دوراً وحضوراً أكبر..
على العموم اعتقد أن ما وصل الى المحافظات المتضررة من مساعدات ومواد إغاثية يمكن ان يلبي متطلبات واحتياجات المتضررين في المرحلة الراهنة.. ولكن هذه الاستجابة ستبقى منقوصة ما لم تتضمن المساهمة في ايجاد حلول لموضوع السكن البديل للعائلات التي فقدت منازلها بشكل كامل او تلك التي تصدعت ولم تعد صالحة للسكن وصولاً الى التعويض عن فقدان المقتنيات المنزلية او الأغراض الشخصية.. ولا ندري حتى الآن ما هي تفاصيل الخطة الحكومية بهذا الخصوص ولكننا نأمل أن تتسع دائرة العمل والمساهمات والتعويضات لتشمل ما اشرنا إليه آنفاً وهذا يأتي ضمن صلاحيات ومهام الصندوق الوطني الذي اعلنت عن اطلاقه الحكومة بعد وقوع الزلزال والذي لا يزال ينتظر المزيد من التبرعات السخية من داخل القطر وخارجه ليتمكن من الاستجابة الفعلية والكاملة لمتطلبات المتضررين وإصلاح البنية التحتية المتضررة وإعادة الحياة الطبيعية الى المناطق المنكوبة.
بانوراما سورية

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات