كتب الدكتور رياض قره فلاح: المحاولات الكثيرة من الجيولوجي العراقي والفلكي الهولندي لإثبات العلاقة العلمية بين اصطفاف الكواكب خلف أو قرب بعضها وحدوث الزلازل في مكان محدد بل ويوم وشدة محددة أثارت لدي الكثير من التساؤلات التي أجدها منطقية:
أولا:
كما هو معروف تختلف سرعة دوران الكواكب حول الشمس، وتكون الكواكب أكثر سرعة كلما اقتربت من الشمس، فبينما تبلغ سرعة حركة كوكب عطارد 47.87 كم/ثانية خلال 88 يوما، تبلغ سرعة الارض 29.78 كم/ثانية في 365.25 يوما، وزحل 9.69 كم/ثا، ويدور حول الشمش في 29 سنة، وسرعة حركة المشتري حول الشمس 13.07 كم/ثا، ويدور حولها في 12 عاما… وهكذا. وهنا يحق لي التساؤل: ما هي المعادلات المعقدة التي استخدمها الباحثان -إن وجدت- حتى حسبوا بدقة زمن اصطفاف جميع كواكب المجموعة الشمسية أو بعضها وراء بعضها، أو على الأقل قرب بعضها، لتحدث قوة جذب تسبب لزلزال، واعتقد أن هذا الحساب يحتاج لنمذجة رياضية ليست سهلة، ولا أعتقد أن جهاتنا الفلكية في الجامعات أو الجمعيات الفلكية قد ارتقى عملها لمثل هذه المحاكاة بالعلاقة مع الزلازل، لأن الموضوع يتطلب وفريق عمل مؤلف من جيولوجيين وفيزيائيين وفلكيين، وخبرات كبيرة تجتمع لتحديد التزامن والاصطفاف الكوكبي، ونقطة التقاء المستقيم الناتج على والفوالق والصدوع. لذا استغرب كيف تمكن هذا الفرد من إجراء هذه الحسابات بل وتحديد الدقة في لحظة التلاقي بين الكواكب بل والنقطة التي ستلاقي الارض وتحدث زلزالا معروف المكان والزمن والشدة!!!
ثانيا:
اصطفاف الكواكب خلف بعضها يحدث في فترات زمنية متباعدة جدا وبعضها يصل لمئات السنين وحتى لو قصرت المدة ان تقاربت من بعضها فهي لن تكون بنفس درجة تقارب حدوث الهزات الأرضي خصوصا إذا ما علمنا أنه يحدث يوميا ما يزيد عن 250 – 300 هزة وسطيا واحدة منها على الأقل أكبر من 5 درجات، فكيف تم التواقت بين حدوث الهزات والاصطفاف طالما أن الموضوع غير متناغم أصلا.
ثالثا
هناك العديد من القوى التي تحكم هذا الكون كالقوى النووية والكهرطيسية والجاذبية وهي أضعف هذه القوى رغم أهميتها الهائلة، حيث يسهم تأثير الجاذبية لكل من الشمس والقمر في حدوث عمليات المد والجزر في المحيطات وبنسبة أقل في البحار، ولكن من غير المؤكد أن الصفائح التكتونية تتأثر وتتحرك بسبب الجاذبية لصلابتها وقوتها خصوصا أن الماء يتحرك بالكاد بسبب هذه القوة. وافتراض أن اصطفاف الكواكب سيؤدي إلى تباطؤ حركة الصفائح – البطيئة أصلا- وبالتالي (فرملتها) فكرة يصعب اثباتها، والقول أن تباطؤ الصفائح بسبب اصطفاف الكواكب غير من سرعة دوران الأرض حول نفسها أمر غير معقول وإلا لكانت الأرض قد وصلت اليوم لدرجة كبيرة من التباطؤ بسبب العدد الكبير من حالات الاصطفاف ولكان اليوم أطول من 24 ساعة منذ زمن طويل.
رابعا:
ولنفترض جدلا أنه كان يحدوث تباطؤ في حركة الأرض وسرعة دورانها مع كل زلزال كبير وهي كثيرة كما نعرف، فهل سيمر هذا الحدث مرور الكرام، ألم يتم رصده سابقا؟ ألن تتغير الحياه على الأرض؟ ألن يتغير المناخ بسبب تغيرات ما تكتسبه الأرض من الطاقة الشمسية إن طال اليوم؟ وبالنتيجة ألن تتغير نطاقاتها النباتية والحيوانية والزراعية والكثير من خصائص الطبيعة؟
سنبقى في ترقب لما يكتبونه فإن حدثت الزلازل في مواعيدها – وأتمنى شخصيا ألا تحدث حيث يسكن البشر أو يؤثر عليهم- فستكون ثورة علمية يستحق صاحبها جائزة نوبل وبراءة اختراع ستنقذ البشرية طوال العمر .