بانوراما سورية:
ألقى الاختصاصي في تقويم الكلام واللغة ماهر محمود آغا مدير عام مركز صدى التخصصي ورئيس مجلس إدارة شآم للطفولة محاضرة بعنوان ” الخطوات العملية لتجهيز وافتتاح عيادة كلام ولغة ” وذلك ضمن الورشة التدريبية التي نظمتها كلية العلوم الصحية بجامعة دمشق تحت عنوان “دخول سوق العمل لمعالجي الكلام واللغة “.
وفي حديث مع الاختصاصي اغا بيّن أنه تناول في محاضرته الخطوات الأولى والإجراءات الأساسية التي يجب أن يقوم بها الخريجون للبدء بمشروعهم المستقبلي بناء على تخصصهم المهني المدعم من الناحية الأكاديمية سواء كان ذلك المشروع عيادة أو مركز، موضحاً الشروط العملية اللازمة والتكاليف والتجهيزات ودراسة السوق بشكل جيد ومقومات اختيار المنطقة كالمساحة والتنوع السكاني بها لافتا إلى إمكانية انطلاق الخريج من منطقته أو بيته ومن ثم يمكنه التوسع مستقبلا بسوق العمل عند اكتسابه الخبرة..
وأشار آغا بشكل موسع وواضح إلى المخاطر والافتراضات التي قد تواجه صاحب المشروع الجديد، ومنها عدم تسجيل الأطفال بالمركز أو العيادة بمنطقة سكانية معينة لعدة أسباب، كارتفاع تكاليف النقل والجلسات وصعوبة المواصلات، وعدم وجود شركاء في أساسيات العمل، ولفت إلى بعض الطرق والأساليب الواجب إتباعها لمواجهة تلك المخاطر وتجاوزها ومنها أهمية التسويق الجيد للمشروع والبحث عن اختصاصيين وافتتاح المشروع بالبداية في نفس المنطقة لتجاوز مشكلة النقل والمواصلات.
وأكد آغا أن افتتاح العيادة يمثل خطوة ايجابية لتعزيز الثقة والثبات والملاءة المالية إضافة للخبرات التراكمية التي سيستفيد منها صاحب المشروع مستقبلا، كما عن الهيكلية الإدارية للعيادة أو للمركز وخاصة لجهة وجود السكرتارية ومدبرة للاهتمام بنظافة المكان والأطفال، إضافة لنوع التخصصات المناسبة، وضرورة توفير بعض التجهيزات والأدوات الضرورية بالمركز وتكاليفها المالية وكيفية وضع الميزانية بشكل عام والكلفة التقديرية لافتتاح العيادة أو المركز.
وشدد أغا على نقطة أساسية وهي الحصول على شهادة مزاولة المهنة قبل افتتاح العيادة أو المركز.
ورداً على سؤال بخصوص مركز صدى التخصصي لتأهيل الكلام واللغة أكد أغا أن المركز تخطى العديد من الصعوبات نتيجة الخبرة على الأرض تعامله مع حالات عديدة ومختلفة من الاعاقات محققا بذلك العديد من قصص النجاح ، إضافة للتسويق الجيد واحترام التخصص
وبحسب قوله أصبح المركز يستقبل كل حالات الإعاقة وبمختلف الأعمار بدءا من عمر السنتين وحتى أعمار كبيرة ، ويقوم المركز الى جانب تأهيل اضطرابات الكلام واللغة بإجراء اختبارات عقلية و أطفال صعوبات التعلم ومتلازمة داون والشلل الدماغي، والتوحد والإعاقات السمعية، لافتاً إلى وجود الكثير من النتائج الايجابية حيث تم دمج العديد من الأطفال في المدارس، بالإضافة إلى متابعة المركز لحالة المدمجين عن طريق التواصل مع الأهل أو التواصل مع المركز مباشرة، كما أن المركز يتعاون مع العديد من الجهات الموجودة حكومية وخاصة ومراكز طبية ومشافي وغيرها من الجهات.
ولفت أغا إلى ازدياد عدد الحالات التي يعاني أصحابها من مشاكل نفسية كالخوف والقلق والتأتأة الشديدة نتيجة كارثة الزلزال، موضحاً أن كل حالة يتم دراستها على حدة وبعضها يكون عابراً والبعض قد يستمر وخصوصا عند الأطفال، وبين أن المركز استقبل ما يزيد على خمس حالات لأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 6 سنوات
وحول العوامل التي ساهمت بازدياد حالات الإعاقة أوضح آغا أن هناك عوامل عديدة منها الظروف الصعبة التي مرت على سورية خلال سنوات الحرب ومفرزاتها وصولا لكارثة الزلزال مؤخراً، إضافة لحالات ناشئة عن زواج الأقارب والعوامل الوراثية وطبيعة التغذية والاستهتار بأمراض العصر وتأثيرها السلبي كالاستخدام المفرط للجوالات من قبل الأطفال . وهذا ما يؤثر على قدرات الأطفال ومهارتهم وإمكانياتهم بشكل كبير. منوها بدور المؤسسات المعنية لزيادة الوعي عند الأسر بما يخص أطفالهم الذين يعانون من اضطرابات معينة عن طريق ندوات ومحاضرات وورش عمل وبرامج تدريبية وإرشادية بضرورة التدخل المبكر لمعالجة مشاكل الأطفال المختلفة.
يذكر أن مركز صدى التخصصي لتأهيل الكلام واللغة الكائن بمنطقة مساكن برزة بدمشق تأسس عام 2019 ويقدم خدمات التأهيل والتدريب لمشاكل الكلام و اللغة من قبل أخصائيين وخبراء.