اتبعت مدرسة علم الأحياء مروى ياشوطي أسلوباً مميزاً ومحفزاً للطلاب انتهجته داخل القاعة الصفية في مدرستي سليمان داوود وابراهيم عثمان بقرية بدادا بريف طرطوس، وخارجها عبر مشاركتها بعدة مبادرات تطوعية إنسانية خاصة ضمن خطة الاستجابة السريعة لمساندة العائلات المتضررة من الزلزال.
المعلمة مروى 30 عاماً من بلدة البارقية في محافظة طرطوس أشارت لمراسلة سانا إلى دور المعلم المهم والذي يعد محوراً جوهرياً يقع على عاتقه الكثير من المسؤوليات ليس فقط في مجال العملية التعليمية، بل في تعزيز وغرس القيم الإنسانية بمختلف أنواعها لما تمتلكه من رسالة سامية، وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سورية.
تسعى مروى بشكل دائم لإيصال المعلومة إلى الطلاب بطرق بسيطة تعتمد على التجربة العلمية مستخدمة وسائط تعليمية إيضاحية منوعة ضمن الإمكانيات المتاحة، مبينة أهمية المناقشة والحوار وبناء علاقة صداقة بين الطالب والمدرس قائمة على الثقة والإيمان بقدرات كل طالب.
ولأن آثار الزلزال لم تقتصر على أهالي المناطق المنكوبة فقط، بل كانت أوسع واستهدفت مختلف شرائح المجتمع نفسياً، لذا كان لا بد من توعية الطلاب حول أسباب حدوث الزلزال بشكل علمي و كيفية التصرف فور وقوعه بشكل صحيح والقيام بعدة أنشطة دعم نفسي ساعدت كثيراً في التخفيف من التوتر والخوف والعودة تدريجياً للحياة الطبيعية كما قالت.
وتابعت المعلمة مروى: إنها متطوعة أيضاً في جمعية البارقية للشؤون الإنسانية وشاركت في العديد من الفعاليات والمبادرات المجتمعية والتي بادرت مع أعضاء الجمعية بجمع مختلف أنواع التبرعات من سلل غذائية و أدوية وملابس وغيرها ليصار لتسليمها يداً بيد للأسر المتضررة بجبلة ودريكيش والقدموس.
ومن خلال هذه المبادرة تمكنت من نقل صورة وضع الأطفال والمتضررين في تلك المناطق إلى الطلبة والأهالي في المنطقة، الأمر الذي شجعهم على المبادرة والعطاء والمساندة عن طريق تقديم أبسط إمكانياتهم المتوافرة وإيصالها لمتضرري الزلزال.
لم تقف مروى عند جمع التبرعات فقط بل ركزت على الجانب النفسي للأطفال الذي حسب تعبيرها يعتبر أسمى أهدافها، حيث بادرت مع أعضاء فريق الدعم النفسي والاجتماعي ضمن “مشروع خطوة” الذي استهدف أطفال المنطقة والمناطق المتضررة عبر القيام بأنشطة ترفيهية وتوعوية وتقديم هدايا لهم.
وأوضح الطالب إلياس حجار بالصف التاسع أن المعلمة مروى تتبع أسلوباً بعيداً عن الحفظ، حيث تشرح المعلومة بأسلوب مبسط وعلمي يترسخ بالذاكرة، بينما الطالبتان زينة نعمة وجوزيان منجا أوضحتا أن مشاركة المعلمة بعدة مبادرات عكست أهمية الجانب الإنساني والتطوعي في نفسيهما وشجعتهما مع رفاقهما بالمدرسة على القيام بتبرع ضمن قدراتهم وإمكانياتهم من ألعاب و ألبسة وغيرها.
مديرة مدرسة الشهيد إبراهيم عثمان نيروز رزق أكدت أن إدارة المدرسة تشجع بشكل دائم على القيام بمبادرات بمختلف أنواعها لما تعكسه من أثر إيجابي على الطلاب.
هيبه سليمان