تخطى إلى المحتوى

النداء ماقبل الأخير…..

*باسل علي الخطيب

قلنا في مقالات ولقاءات سابقة، أنه قولاً واحداً لايمكن التنبؤ بالزلزال، وعليه يجب أن ينصب الجهد كله على التحسب والتوقي من الزلازل، وهذا ليس قولنا فحسب، إنما هي تجارب دول عانت وتعاني مراراً من الزلازل، كاليابان على سبيل المثال……

وعندما نتحدث عن التحسب لأي كارثة طبيعية يمكن أن تحصل، هذا يعني أن نأخذ بالحسبان أسوأ الاحتمالات وكل الاحتمالات، مهما كان الاحتمال ضئيلاً وضئيلاً جداً، بحيث تكون الإجراءات الاحترازية جاهزة عند حصول أي أمر، أياً كان احتمال وقوعه صغيراً جداً…..

وقد قلنا أيضاً في مقالات سابقة أن احتمال إصابة السواحل السورية بموجات تسونامي هو احتمال ضئيل جداً، علماً أنه تاريخياً لم يسبق أن أصابت السواحل السورية موجات تسونامي عاتية، وان كان هناك بعض التضارب في بعض المصادر التاريخية حول هذا الأمر، ومع هذا نحن نبني رأينا أعلاه على معطيات علمية ونسنده بالشواهد التاريخية….

فلو افترضنا أنه حصل زلزال كبير في المناطق الواقعة غرب جزيرة قبرص وصولاً إلى إيطاليا ، وكانت شدته كافية لتشكل أمواج تسونامي، أي فاقت شدته 7 درجات، فإن الأمواج الناتجة ستتجه في كل الاتجاهات بسرعة كبيرة، طبعاً سرعة ألأمواج التي تأتي تختلف حسب عدة معطيات لسنا في وارد تفصيلها الآن، ولكنها تتراوح مابين 500 كلم في الساعة حتى حدود 850 كلم في الساعة، والمدة الفاصلة بين موجة وأخرى قد تتراوح مابين عدة دقائق إلى عدة ساعات، وقد يصل ارتفاع الأمواج إلى 40 متر، وعرض الموجة إلى عدة كيلومترات…

أما لماذا من الصعب جداً أن تضرب السواحل السورية أمواج تسونامي؟؟…. فظننا أن ذلك عائد إلى وجود جزيرة قبرص قبالة هذه السواحل، بحيث تشكل اليابسة القبرصية مكسر امواج يخفف من سرعتها وشدتها في طريقها نحو السواحل السورية…

أما إن حصل زلزال قوي بين السواحل السورية وقبرص، وهذا على فكرة لم يسبق له أن حصل، أن حصل هكذا زلزال فلا توجد مسافة كافية لكي تستجمع المياه الطاقة الكافية لتشكيل أمواج عاتية عالية ومدمرة….

إذا، احتمال إصابة السواحل السورية بأمواج تسونامي مدمرة هو احتمال ضئيل وضئيل جداً، وقد ذكرت المصادر التاريخية زلازلاً كبيرة حصلت في عرض المتوسط، تشكلت نتاجها امواج تسونامي عاتية دمرت بيروت وصيدا و عسقلان والإسكندرية، ولكنها لم تبلغ سواحل سوريا الحالية بقوة تدميرية….

مع هذا، يحب أن نضع هذا الاحتمال في الحسبان مهنا كان احتمال وقوعه ضعيفاً جداً، خاطبت منذ عدة أيام أحد أصدقائي الإعلاميين الذي أحترم، خاطبته ليخاطب السادة في المحافظة لكي يتم إنشاء نظام انذار مبكر على السواحل تحسباً لحصول التسونامي…

اقتراحي كان بسبطاً وغير مكلف، إبلاغ النقاط الطبية أو نقاط الجمارك المنتشرة على طول الشاطيء، أو صيادي السمك أو أناس محددين، أن يراقبوا على مدار الساعة، و العاملون على فكرة في هذه النقاط متواجدون 24 ساعة في هذه التقاط، أن يبلغوا مكتب الجهوزية في المحافظة عن أي تراجع سريع وكبير لمياه البحر، وقد قلنا سابقا أن هذا هو انذار حقيقي بوصول أمواج التسونامي خلال وقت اقله نصف ساعة، وهذه مدة كافية الابلاغ الناس حتى تتم عملية الإخلاء وفق صيغة انذار معينة متفق عليها ويتم إبلاغ الناس بها….

أخبرني صديقي الإعلامي أنهم سيتصلوا بي لآخذ المعلومات أو الشروحات أو الاقتراحات اللازمة، ولكنهم وبعد مضي عدة أيام لم يتصلوا، لذا كتبت هذا المنشور، لذا اتمنى أو بالأحرى اطلب من الأصدقاء والمتابعين التفاعل مع هذا المنشور حتى يصل إلى مسامعهم لعلهم قد نسوا…
طبعا أنا لا اطلب منكم التفاعل مع منشوري حتى أحقق الشهرة أو أحقق الانتشار، فكلاهما لاينقصاني، ولست أفتش عنهما، ولكن حتى يشعر كل واحد منا بمسؤوليته، فقد اكتشفت أننا لسنا بارعين إلا في الندب والشكوى واللطم والبكاء على الاطلال، و مازال ديدننا ثقافة أنا ومن بعدي الطوفان أو التسونامي، لا فرق….

أمر آخر، وهو قد سبق وذكرته مراراً، وهو أيضاً غير مكلف وغير صعب البتة، لماذا لانضع خطة إخلاء للمدارس، بحيث يتم إخلاء المدرسة خلال 30 ثانية؟؟!!!… وان يتم وضع الخطة من قبل مختصين محترفين، وان يخصص يوم دوام مدرسي كامل للتدرب عليها، علماً أن مدارسنا إجمالاً تتميز بمداخل ابنيتها العريضة و سلالم ادراج عريضة، أي أنها مناسبة جدا لتطبيق هكذا خطة، لأنني على ثقة أنه لو حصلت هزة ما وشعر بها الطلاب في المدرسة، ووقع الهلع والخوف، لكانت الأضرار من التدافع ليست قليلة….

طبعاً، هناك الكثير من الإجراءات الاحترازية الأخرى التي يمكن إتخاذها، وتحتاج مقالات اخررى، وهي أجراءات ليست صعبة أو مكلفة كثيراً….
نعم، حان الوقت ليكون لدينا في قاموسنا ثقافة الكارثة من كل النواحي بما فيها الناحية النفسية، علما أن مقالي هذا، أعيد وأكرر في السياق العام وليس مستندا على أية معطيات ما……

وتذكروا عندما يسقط مؤمن وملحد في البحر، فمن سينجو هو من يجيد السباحة، نعم، قد ينجي الله المؤمن، ولكن امثال هؤلاء ماعادوا موجودين هذه الأيام، أو أنهم عدا إيمانهم قد تعلموا السباحة، ألم يقل السيد الرسول عليه وآله الصلاة والسلام إعقلها وتوكل؟؟…

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات