تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية الرئيس الأسد يبحث مع عراقجي سبل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وتقديم الدعم والمساعدة للأشقاء اللب... مجلس الوزراء : تشكيل لجنة مختصة لمراجعة بعض القرارات والأنظمة الخاصة بشغل مراكز عمل القيادات الإداري... استشهاد ثلاثة مدنيين وجرح تسعة آخرين في عدوان إسرائيلي على مدينة دمشق في برقية تعزية وجهها للمقاومة الوطنية اللبنانية ولعائلة الشهيد نصر الله … الرئيس الأسد: المقاومة لا ... سورية تدين بشدة العدوان الإجرامي الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد السيد حسن نصر الله وتحمل كيان الاحت... حزب الله يعلن استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله

ممثلو الخرقة الحمراء…..

* باسل علي الخطيب

لا أحد يتقدم على الممثل السوري من حيث الاحترافية و البراعة، الممثلون السوريون لا يمثلون عندما يمثلون، و هذا يميزهم عن الكل، أن الكل يمثل أنه يمثل، تكاد عيون الفنانين السوريين تنطق و هم يمثلون، ترى كل تقاسيم الوجه و تقاطيع الجسد تنسجم في الدور، حتى تكاد تنسى أنك أمام مشهد درامي، هذا الأمر ينطبق على كل الممثلين السوريين، فالدراما السورية قد تحولت بكل بساطة إلى أكاديمية على درجة عالية من الحرفية…

شاهدت حلقتين من مسلسل ( ابتسم أيها الجنرال)، أغلب الممثلين المشاركين نعرفهم مسبقاً، و هم ممثلون بارعون، عرفناهم في أدوار سابقة، فهم خريجو تلك الأكاديمية….
لأول مرة أرى ممثلاٌ سورياً يمثل، تشعر بهم و هم يؤدون أدوارهم أنهم يغتصبون الدور، تشعر و كان هناك شيء ما قد طغى على الموهبة في تأدية الدور، ألا و هو الحقد، تكاد ترى و انت تشاهد أياً منهم يؤدي دوراً أو يؤدي مشهداً تمثيلياً، تكاد ترى وقع خطوات اليأس و الغل، و الأهم و كأنها حشرجة ميت لا يعرف بماذا يوصي أو لمن يوصي…

لا أحد يختلف على احترافية ممثلين كمكسيم خليل أو عبد الرحمن قطيفان، هل ينفي أحد منا عبقرية إبليس؟ لكن إن تسنى لكم مشاهدتهما في هذا المسلسل، دققوا في أعينهما، كأنهما يمارسان نكاح السفاح مع الدور، فيخرج المشهد بتلك السذاجة إلى درجة المهزلة الدرامية…

هذا من حيث الأداء، أما من حيث الحوارات، تستمع إلى أي حوار في أي مشهد، وكأن من كتبه كان يحارب الكلمات، كأنه كان يغصبها أن تتوضع في جمل، لتخرج تلك الجمل على تلك الدرجة من المباشرة والجفاف والاصطناع، وكأنها اعلان سياسي أو نشرة احوال جوية….
على فكرة حتى تلك الحوارات السخيفة المبتذلة في تلك الأعمال المشتركة الوضيعة رغم ابهتها وتمويلها الضخم، حتى هذه كان فيها من العفوية والصدق أكثر من حوارات هذا المسلسل…

على فكرة لم يخطر على بالي وانا اشاهد هاتين الحلقتين إلا تلك الخرقة الحمراء….
هل تعرفون ماهي تلك الخرقة الحمراء؟…
كانت المومسات في الجاهلية يعلقن على رؤوس خيمهن خرقة حمراء حتى يستدل عليهن الزبائن….
أنتم وانتن وبقية ذاك الرهط، أحقاً لا ترون تلك الخرق الحمراء تتدلى من أنوفكم؟؟….

أنا أفهم يامكسيم خليل وقطيفان وسامر رضوان والبقية أن تكونوا معارضين، ولكن مالا أفهمه أن يتم تمويل مسلسلكم من قبل قطر، أن يكون كاتب السيناريو والحوارات عزمي بشارة…
أحقاً أنتم على تلك الدرجة من السذاجة السياسية ام اليأس ام الفجور؟؟… ام أنكم تؤكدون ذاك القول الخالد إياه، أن قيمة المرء مايتقنه؟؟!!… وانتم لاتتقنون إلا أن تكونوا أحذية يلبسها هذا أو ذاك، و ينزعونها متى شاؤوا؟…
يذكر لنا تاريخ الحرب العالمية الثانية، أن أحد الجنرالات الألمان قد انشق عن الحزب النازي، وهرب إلى بريطانيا لأنه كان معارضا للحرب، وبدأ البريطانيون يستجوبونه للحصول منه على معلومات عن الجيش الالماني، لكنه رفض أن يخون بلده ويعطيهم ولو معلومة، وفضل السجن على ذلك، فهو معارض للحرب وليس خائنا لبلده وجيشه….

على فكرة كل هؤلاء وغيرهم صنعتهم الدراما السورية تحت رعاية هذه الدولة السورية، كل هؤلاء صنعهم هامش الحرية الكبير جدا في الدراما السورية، وذلك سمح لهم بتقديم اعمال رائعة وفريدة ومتقدمة في الانتقاد و توصيف الاحوال، لأن النصوص كانت مميزة وجريئة وتلامس الواقع، وهذا ماجعل شهرتهم تطبق الافاق، واسمهم ينتشر على مستوى الوطن العربي…..
لم يتوفر لأي وسط فني ماتوفر للممثلين السوريين من حرية، لذلك ابدعوا، ولو كان الرقيب حاضرا بقوة لكانت الأعمال الدرامية والمسرحية عادية، لاتحتاج ذاك الأداء المميز، ولما كان قد سمع بهم أحد…..

ترى من ذا اللذي قال ” أنه عندما تهب الرياح، وحدها اكياس الزبالة تغير مكانها” ؟… لاشيء، لاشيء أبداً، أعود واكرر، لاشيء يبرر لك أن تشوه سمعة بلدك ولو بكلمة، لاشيء يبرر لك أن تضع يدك في يد من لايتمنى الخير لبلدك…

أخيراً، لم يخطر على بالي وانا أشاهد هؤلاء الممثلين في هذا المسلسل إلا مايا خليفة إياها، مايا خليفة تؤدي دورها بجسدها بكل صدق وشفافية، وتقبض أجرها المستحق على ذلك، ولاتندم أنك صرفت بعض الوقت على مشاهدتها، ولكن أتعرفون ماهو أخبث العهر؟ اخبث انواع العهر هو العهر بالكلمات…. هؤلاء يقبضون تلك الدولارات لقاء كل ذاك العهر الذي يخرج من أفواههم وعيونهم، والانكى من ذلك، أنك تندم أنك قد أضعت بضعة دقائق على مشاهدتهم…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات