لم يكن عدم توفر المواد أو انقطاعها هو العنوان الأبرز لبعض أسواق مناطق محافظة طرطوس وتحديداً في الدريكيش وصافيتا ومشتى الحلو، وإنما الغلاء الفاحش والمستفحل وارتفاع أسعار جميع المواد وبشكل كبير ولافت قبل قدوم الشهر الفضيل، فضلاً عن تذبذب الأسعار بين منطقة وأخرى ومحل وآخر، لا بل حتى بين شارع ومثيله بنفس الحي.
أما صالات السورية للتجارة فلم تسجل رضا لدى المواطنين من حيث قلة المواد المطروحة وتشابه أسعار بعضها قياسا بالأسواق، حسب المواطنين تأكيدات المستهلكين.
الشراء بالقطعة!
رأى أهالي المناطق المذكورة أن موجة غلاء فاحش تجتاح الأسواق بشكل عام ولا سيما قبل كل مناسبة وعند أي زيادة للرواتب، حيث باتت ثقافة شراء ما تحتاجه الأسرة بشكل كامل وكاف معدومة، فالمواطن يتدبر أمره بشراء القطعة أو الحبة أو الأوقية من الصنف المراد، وبالمقابل غابت أصناف كثيرة عن الموائد “المحرومة” بعد أن حلقت أسعارها كالبيض واللحوم بأنواعها والتمور والحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان!
إنتاج محلي وسعر خيالي!
استهجن المواطنون ارتفاع أسعار الكثير من المنتجات، علما أنها إنتاج محلي، كالحشائش من البصل الأخضر والبقدونس والنعنع والبطاطا والملفوف والبصل، كذلك الحمضيات بأنواعها وأصنافها المختلفة “والقائمة تطول”!
غش شامل!
خلال لقاء بعض المواطنين في جولة لـ”البعث” أشارت أم هادي إلى أنها تصوم وعائلتها كل شهر رمضان من كل عام، لكن هذا العام مختلف لاختلاف الأسعار وارتفاعها الكبير، مبينة أن جسم الصائم يحتاج لعدة عناصر غذائية وهي غير متوفرة على الموائد، فلا العصائر موجودة، والتمر غائب، كما أن البيض واللبنة قد لا يسجلا حضورا على مائدة السحور!.
بالمقابل وجد أبو علي أن الشهر الفضيل فرصة للتقرب من الله، لا للغش ورفع الأسعار، إذ تحدث عن الغش الذي يمارسه التجار والبائعون طيلة العام لكنه يزداد “خبثا” في أيام الشهر المبارك، فالفروج ينقع بالماء لزيادة وزنه، كما أن مادة النشاء توضع بكثرة في اللبن عند تحويله للبنة حتى يكاد يختفي طعم اللبنة ونشعر أننا نتناول نشاء، إضافة إلى خلط الحليب بالماء لتحقيق وفر وربح لدى البائعين، والتمر يضاف لحباته سكر لكسب وزن زائد عند المبيع.
ويضيف أبو علي: لا ينتهي المشهد هنا، حيث توضع كرتونة مبللة بالماء أسفل فلينة الخضرة ولا سيما في أسواق الهال التي تبيع الفلينة كما هي لتجار المفرق، “والكل يغش بعضه”!
أين الرقابة؟
في ذات السياق أبدت السيدة هدى انزعاجا رافقه تساؤل: ألا توجد عناصر تموين.. أين هي.. وما دورها؟
مضيفة: لدينا عناصر من مجلس المدينة مكلفة بالمراقبة وشعبة تموين في كل منطقة، والحزب يتابع أحوال المواطنين، والصحافة تكتب..لكن أين النتائج على أرض الواقع؟
مطالبة برقابة أكبر ودور أوسع وأصدق لعناصر التموين على أرض الواقع، لا أن يكتفوا بتسجيل الضبوط وتسطير المخالفات!
وكون هدى من سكان صافيتا تساءلت عن مبرر وجود منفذ بيع بيض المائدة التابع لمنشأة دواجن طرطوس في منطقة عين حداد شرق صافيتا، يفتح ساعتين كل يوم ليبيع ما يتوفر لديه من أطباق للمعارف والأقارب، علماً أن الكمية قليلة ولا تلبي حاجة أبناء المنطقة!
تنظيم السوق الشعبي
في منطقة الدريكيش أعرب الأهالي عن ارتياحهم لتنظيم السوق الشعبي في المنطقة، فبعد أن كان القرويون يطرحون منتجاتهم على الرصيف وعلى الطريق المحاذي له، عمل مجلس المدينة على نقل تواجد الفلاحين ومنتجاتهم إلى ساحة وسط المدينة، ما شكل ارتياحا وتنظيما لدى الطرفين.
ارتفاع غير مبرر!
سجلت جولتنا في الأسواق ارتفاعا ملحوظا في الأسعار قبيل الشهر الفضيل، إذ أن سعر كغ البصل الفريك ٧٠٠٠ ليرة ، والبطاطا بين ١٥٠٠ – ٢٠٠٠ ليرة للكغ، والبندورة بين ٢٠٠٠- ٣٠٠٠ ليرة للكغ، كما أن سعر كغ البصل الأخضر قارب الـ٥٠٠٠ ليرة، وربطة البقدونس ٧٠٠ ليرة وإن كانت بلدية فهي “مدللة” وسعرها ٨٠٠ ليرة!
تراجع الطلب!
طال ارتفاع الأسعار المنتجات البلدية أيضاً، حيث وصل سعر كغ الشنكليش إلى ٤٠ ألف ليرة والقريشة كذلك، وسعر كغ العسل وصل حد الخمسين ألف، ونصف ليتر من دبس الرمان ٢٠ ألف، والحلاوة ٢٥ ألف ليرة للعبوة وزن أقل من كغ، وسجل سعر كغ السمنة النباتية ١٩ ألف ليرة نوع “طيبة”، وليتر الزيت النباتي “الأسرة” ١٩ ألف وماركة زيت ” الزهرة” ١٨ ألف لليتر، ووصل سعر كغ التمر إلى ١٢ ألف ليرة، وطبق البيض ٢٣ ألف ليرة حبة كبيرة، وسعر كغ الفروج الحي المنظف ٢٠ ألف ليرة.
كما نشير إلى أن سعر كغ لحم الخروف قارب حد الـ٧٥ ألف ليرة ولحم العجل يباع بنفس السعر كذلك!
وفي إحدى محال بيع السمك أشار البائع إلى أكثر الأنواع رغبة كالسكمبري الذي يباع الكغ منه بـ٣٠ ألف ليرة والغبص والقجاج بـ٣٥ ألف ليرة، لافتا إلى محدودية القدرة الشرائية وقلة الطلب على اللحوم عامة!
إجراءات روتينية!
في متابعة لواقع الأسواق وضبطها “المفترض” برر رئيس شعبة تموين الدريكيش علاء غانم أن أسباب ارتفاع أسعار الخضر والفواكه بالمنطقة كونها مستهلكة وتأتي إليها من أسواق الهال بطرطوس وصافيتا، كما أن ظروف الطقس تلعب دورا وأجور النقل وارتفاع سعر الصرف كذلك الأمر، وبين أن الشعبة سجلت منذ بداية العام حتى ١٥ آذار الحالي ٩٧ ضبطا، ٢٠ عينة مواد غذائية و٩ إغلاقات إدارية، وأن تلك الضبوط شملت عدم إعلان عن الأسعار وعدم حيازة فواتير والبيع بسعر زائد وتقاضي بدل أجور خدمات زائدة وحيازة مواد منتهية الصلاحية، كذلك عدم التقيد بأوقات العمل، وفيما يخص الأفران شملت الضبوط إنتاج خبز رديئ النوعية ونقص وزن!
وأقر غانم بالتلاعب الحاصل بالأسواق وتذبذب السعر والغلاء الكبير، وعليه تقوم الشعبة بتكثيف دورياتها والتشدد بالعقوبات ولا سيما للمواد الغذائية الأساسية، إذ يتم تنظيم الضبط للمخالفين، وبعضها تتم بها مصالحة، ومخالفات تحال للقضاء للبت بها.
من جهته بين رئيس مركز السورية للتجارة بصافيتا رمضان عبود أن سلل غذائية في مستودعات طرطوس ستطرح بداية شهر رمضان تتضمن مواد غذائية متنوعة، وأن الأسعار في الصالات أقل من السوق بنسبة ٢٠- ٣٠ %، وعزا عدم توفر اللحوم في الكثير من الصالات لحاجتها لبرادات، علما أن المراكز تطرح مواد مدعومة على البطاقة كالرز والسكر والبرغل والمتة والزيت التي وزعت وما زالت.
بانوراما سورية-البعث الاسبوعية