تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

كفى استهتاراً بحياة الناس..

عبد العزيز محسن:

لا يزال معمل اسمنت طرطوس ينفث سموم مخلفاته الغازية والغبارية في أجواء المناطق السكنية المحيطة به متسبباً بالمزيد من الأذى على صحة عشرات الالاف من المواطنين ومساهماً بحدوث تلوث كبير للبيئة اضافة الى أضرار جسيمة في المزروعات وبالحياة العامة في المحافظة..
يحدث هذا وسط عدم اكتراث او أي اهتمام جدي من قبل المسؤولين.. لا في محافظة طرطوس ولا من وزارة الصناعة رغم الاف الشكاوى والتقارير الصحفية والمراسلات الرسمية التي لم تُفضي الى اي نتيجة.. ما يوحي بأن حياة الناس لا تشكل شيئاً يُذكر مقابل انتاج “هزيل” للمعمل لا يشكل قيمة ربحية مقارنة بتكاليف التشغيل الهائلة وبالحالة العامة للمعمل الذي تجاوز عمره الزمني واهتلكت الاته وافرانه ومرافقه الأخرى بمرور الزمن..
وللمفارقة.. يروي اهل المنطقة بأنهم استغربوا في أحد الايام بتوقف المعمل وبعدم وجود اية انبعاثات من مداخنه، وليكتشفوا السبب فيما بعد بزيارة السيد الرئيس الى احدى المنشآت القريبة في مدينة بانياس.. حيث تم ايقاف المعمل كي لا يرى سيادته هذا المنظر!! نعم حدث ذلك وهو امر مريب وهو بمثابة محاولة تضليل بإخفاء هذا “الأمر المعيب”!!
قد نتفهم للحكومة سعيها لمواصلة دوران العجلة الاقتصادية ومحاولتها توفير مادة الاسمنت وتشغيل العمال.. ولكن لا نتفهم عدم سعيها لتوفير بدائل اكثر جدوى من الناحية الاقتصادية وأقل ضررا من الناحية الصحية للعمال ولسكان عشرات القرى في جوار المعمل .. بالتأكيد هناك حلول.. وهناك بدائل وغالبا ما تكون هذه البدائل هي الافضل والأجدى على المدى الطويل.. ولكنهم دائما يستصعبون الأمر ويلجئون الى الاسهل بالنسبة لهم ولو كان أكثر ضررا للناس وليس من مصلحة البلد.. وللأسف هذه المعادلة غير المتوازنة نجدها راسخة في يوميات العمل الحكومي.. وطبعا التبريرات والحجج جاهزة لتمريرها وقد حفظتموها جيدا ولا داعي لذكرها..

من الناحية الفنية.. وجود الفلاتر للمداخن وصيانتها بشكل مستمر قد يخفف الى حد ما من هذه الانبعاثات… ولكنه لا يمنعها -كما علمنا- بسبب استخدام مواد غير متجانسة لا تصلح في عمليات الانتاج ولذلك تكثر الانبعاثات الغبارية.. والحل برأي الخبراء يكمن بنقل المعمل الى خارج المنطقة أو بتوفير المواد الأولية المناسبة وباستملاك البلوك الثالث الذي يحوي اراض وعقارات مجاورة للمعمل وقرية متن الساحل.. ويبدو هذا السيناريو غير وارد حالياً.. وليبقى الأمر معلقاً بانتظار القرار الحاسم والعادل بنقل المعمل او ايجاد حلول جذرية لتوقف هذه الانبعاثات السامة بطريقة او اخرى.

اخيراً.. لا تقتصر معاناة محافظة طرطوس من تلوث معمل الاسمنت فقط.. فهناك تلوثاً من مصفاة بانياس ومن المحطة الحرارية القريبتين جدا من التجمعات السكنية، وهناك تلوثا كبيرا ايضا ناتجا عن مكبات النفايات الصلبة ومخلفات الصرف الصحي التي تصب في البحر والانهار والبحيرات وبالقرب من المدن والقرى متسببة بالكثير من الأذى والضرر الصحي والبيئي.. وتضاف الى الهموم الاقتصادية والمعيشية وليشكلوا بمجموعهما عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطن الصابر والصبور والذي مل من الانتظار وبدأ يفقد صبره من ضياع الفرص، ومن تقاعس المسؤولين ومن استهتارهم المتواصل بتلبية ابسط متلطباته..

بانوراما سورية

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات