
عبد العزيز محسن:
لم يكن موتكس مجرد معرضاً عادياً في تاريخ صناعة الالبسة والصناعات النسيجية السورية.. بل كان وعلى مدى سنوات طويلة يشكل منارة حقيقية ومنصة الانطلاق الاساسية والدافع الاكثر فعالية في عملية تحديث صناعة الألبسة بمختلف انواعها، والبوصلة لتعزيز تواجد المنتجات السورية في الأسواق الخارجية.
وللتذكير.. ولمن لا يعلم.. يعود الفضل لهذا المعرض ببروز وازدهار الكثير من الشركات الصناعية المعروفة حالياً ومن بينها شركات وورش صغيرة ومغمورة، وتمكنت من خلال الفرص التي وفرها لها موتكس من الوصول الى اسواق محلية وخارجية جديدة محققة قفزة نوعية لم تحلم بها يوماً.. ولطالما كان موتكس المكان المفضل والموعد المناسب الذي تعلن من خلاله الشركات عن جديدها وعروضها واخر ابتكاراتها وتصاميمها في عالم الالبسة والازياء.
نعم حدث ذلك… وكنت شاهداً طوال تلك الفترة على ذلك الألق وعلى تلك المكانة وعلى تلك النتائج الرائعة التي حققها موتكس لجميع المشاركين الذين ضاقت بهم صالات المعرض ولم تتسع لاستقطاب المزيد من الراغبين في المشاركة.. ووصل الأمر بغرفتي الصناعة والتجارة وهما الجهتين المنظمتين للمعرض أن تقرر اقامة المعرض خارج سورية ايضا في مشروع طموح للتوسع والوصول الى الزبائن الخارجيين في “عقر دارهم” حيث تم تنظيم مشاركات هامة في مصر وتونس ولبنان والعراق واوكرانيا من خلال لجنة معرض موتكس، وكانت هناك خطط للتوسع في اقامة المعرض بشكل رسمي في دول اخرى… كان ذلك قبل العام ٢٠١١ قبيل فترة الحرب.. وكانت تلك المرحلة تعد فترة ذهبية للاقتصاد السوري وحققت خلالها جميع القطاعات والشركات نسب نمو عالية الى أن بدأت الحرب.. وتوقف كل شيئ!
واليوم وبعد توقف المعرض لأكثر من اثنتي عشر عاماً تم اتخاذ القرار بعودة تنظيم موتكس وتشكيل لجنة تنظيمية برئاسة السيد محمد السواح صاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال وبدأ العمل بالتنسيق مع ادارة معرض خان الحرير في حلب وبالتعاون مع الاتحادات والغرف والروابط والجهات المعنية بالقطاع النسيجي لإقامة المعرض في الشهر الاول من العام القادم.. وبالتأكيد نبارك هذا القرار ونرحب بهذه العودة التي نتمنى معها عودة نجاح وازدهار المعرض وقطاع الألبسة في سورية ومواصلة مشوار التألق والنجاح داخل سورية وخارجها.. ورغم ان الظروف العامة الصعبة في سورية والمنطقة قد لا تساعد على تحقيق النجاح المأمول ولكني أرى الخطوة شجاعة وهي تحدي للظروف ولإثبات الوجود.. وبإذن الله سيتحقق النجاح ولو بشكل نسبي.. والمهم ان نعمل وألا نستسلم أو نتوقف بحجة الظروف والامكانات..
بانوراما سورية







