رفاه نيوف:
يعدّ “سوق النسوان” من أشهر وأقدم الأسواق الشعبية بمدينة طرطوس، يؤمه المواطنون من جميع أرجاء المحافظة، ومن خارجها أيضاً، والسمة التي غلبت عليه خلال ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي الوجود النسائي الكبير، أما اليوم فتراجع عدد النساء فيه بشكل كبير.
وعن هذا السوق ومن أين جاء اسمه بيّنت أم وسام وهي في نهاية العقد السابع من عمرها من قرية ضهر مطرو ، بأن النسوة كنّ يأتين بأرزاقهن من المنتجات البلدية من ألبان وأجبان وخضار وغيرها من قراهن ويبعنها في هذا الشارع، وذلك منذ سبعينيات القرن الماضي.
وأضافت أم وسام :أنا موجودة في هذا السوق منذ عام ١٩٧٩، أبيع ما تيسر لي من منتجات بلدية مثل البيض والأعشاب (خبيزة، هندباء، بل غصون…) وأعشاب طبيبة (زعتر زوفا…) بالإضافة إلى الجوز والعيتون الأسود، ويكون ما أبيع حسب الموسم، مؤكدة بأنها مستمرة بهذا العمل حتى لا تحتاج لأحد.
وأشارت ألى أنه خلال الثمانينات كانت النساء في هذا السوق أكثر من الرجال، أما اليوم فأصبح الرجال يزاحموننا في عملنا، وأصبحت النساء في هذا السوق معدودات على الأصابع.
بدورها أكدت أم محمد وهي في العقد السادس من عمرها من قرى صافيتا أنها موجودة في هذا السوق منذ ٣٠ عاماً، تشتري المنتجات البلدية من القرية وتبيعها في سوق النسوان.
وأشارت إلى أنها مستمرة بعملها الذي يكفيها شر السؤال وقد وصلت للاكتفاء الذاتي، و عدم الحاجة لأحد كي يصرف عليها، مستمرة رغم معارضة العائلة وخاصة أبناءها، تقول: رفضت أن أجلس دون عمل، فأنا أحب عملي وأجد فيه نفسي.
من جهته أشار البائع هيثم درباس الموجود في السوق منذ ١٩٩٠ إلى أن النسوة كن يأتين من حمص ومختلف مناطق محافظة طرطوس لبيع المنتجات البلدية في هذا السوق، مؤكداً بأن الأسعار في هذا السوق أعلى من غيره بسبب الجودة ووجود المنتج البلدي.
مدير المهن والشؤون الصحية بمجلس مدينة طرطوس المهندس إياد ملحم بين أنه تم إطلاق مصطلح “سوق النسوان” للشارع الممتد بين شارع الثورة غرباً وشارع الأندلس شرقاً، واسمه الرسمي شارع أنطاكية وقسم من شارع قرطبة، طوله حوالي ٢٠٠ متر.
يضم السوق كما أشار ملحم محال تجارية متنوعة، ما جعله نقطة جذب واستقطاب لجميع المواطنين، وهو في الحقيقة لا يعتبر سوقاً وفق التعريف التنظيمي والإداري الخدمي للأسواق، ويوجد في كل مدينة دمشق وحلب حالة مشابهة لمدينة طرطوس، حيث يوجد فيها شوارع تحمل اسم “سوق النسوان”.
بدأ في ثمانينات القرن الماضي
وأكد ملحم أن بداية ما يسمى سوق النسوان، تعود إلى ثمانينات القرن الماضي حيث تم إطلاق هذا الاسم عليه بسبب كثرة النساء اللواتي يعرضن منتجاتهن المحلية الزراعية و الحيوانية في هذا الموقع من المدينة.
وأضاف ملحم إنه خلال العقد الماضي وبسبب الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي أفرزته سنوات الحرب، ازدادت حركة الإشغالات والبسطات ضمن هذا الشارع، وكانت المعالجة من قبل مجلس المدينة على محورين الأول إيجاد مواقع مناسبة في المدينة وترحيل هذه الإشغالات والبسطات إليها، والثاني تطبيق القانون المالي الحالي للوحدات الإدارية من خلال معالجة إشغالات الأملاك العامة من شوارع وأرصفة وساحات بتنظيم الضبوط والغرامات المالية ومصادرة العربات والبسطات المخالفة.
ونوه ملحم بأن المجلس يقوم حاليا بالمتابعة مع المكتب التنفيذي وكافة مديريات المدينة لإيجاد الحلول البديلة عن ظاهرة الإشغالات المخالفة في كل أرجاء المدينة من خلال تكريس و دعم التوسع بالأسواق الشعبية وفق رؤية واستراتيجية مستقبلية لمدينة طرطوس.
بانوراما سورية-تشرين