تخطى إلى المحتوى

هل جامعاتنا منتجة؟

غسان فطوم

لا يصح الحديث عن الاستثمار في مجال التعليم العالي، وهناك غياب واضح لدور جامعاتنا الحكومية السبع، والجامعات الخاصة التي تزيدها بالعدد ضعفاً، بل وأكثر، فواقع الحال يشير إلى أن الدور التعليمي والتدريسي التقليدي والبحثي النظري هو الغالب على مهامها ونشاطاتها، في وقت نحتاج فيه أن تكون جامعاتنا رافعة حقيقية لتحقيق التنمية المستدامة باعتبارها جزءاً من بنية المجتمع ويقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تطويره وحل مشكلاته من خلال اعتماد البحث العلمي التطبيقي القائم على الدراسات الميدانية، لا البحث الذي يُنجز من  “نسخ لصق” من أجل الترقية العلمية!.

في العقود الماضية عندما طُرح شعار ربط الجامعة بالمجتمع، منيّنا النفس بأن تكون المخرجات بجودة عالية، وذهبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات الحكومية بالتفاؤل إلى أقصى حد، وتُرجم ذلك بالتغني بهذا الشعار في كل مناسبة، لكن من دون أن تؤسس له بشكل صحيح، وما نعنيه هنا التباطؤ في تطوير المناهج وتحديثها، وتدريب وتأهيل الطلبة بعد التخرج، وزيادة وعيهم بما يدور في مجتمعهم وتمكينهم من فرص العمل التي يريدها ويحتاجها سوق العمل محلياً وعالمياً، وربما لا نبالغ لو قلنا أن جامعاتنا باتت تُخرّج سنوياً عشرات آلاف العاطلين عن العمل.

في ظل هذا الانحسار لدور الجامعة في خدمة المجتمع، بتنا نشك أن المعنيين بأمورها وشؤونها لديهم الخبرة الإدارية والرؤية الصائبة في استثمار المعرفة استثماراً اقتصادياً، وربما بعضهم لا يمتلك الجرأة في اتخاذ خطوات إصلاحية لأن طريقة اختيارهم وتعيينهم تفتقد للمعايير العلمية والإدارية الصحيحة !

من الآخر.. إن اليوم ليس وقت البخث في كيفية الاستثمار في التعليم العالي بعد عقود عجاف طويلة مضت على إحداث جامعاتنا، وأكثر من 70 عاماً على إحداث وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بل كان من المفروض أن نقيّم عملنا بهذا الخصوص ونصحح أخطاءنا ونستفيد منها في انجاز المشاريع التنموية المتعددة والمتنوعة، وإعداد جيل من الخريجين المؤهلين والمدربين جيداً ولديهم كل الإمكانيات المعرفية والتقنيات المتطورة التي أفرزتها الثورة التكنولوجية في القرن الـ 21.

لسنا هنا في وارد كيل الاتهامات، وإنما الإشارة لأهمية وضرورة العمل الجاد، فالوقائع على الأرض في جانب كبير منها تشير إلى أن الخطوات ما زالت متثاقلة، فهي مربوطة بأثقال المناهج التقليدية، وطرق الامتحانات الحفظية والمخرجات الضعيفة التي تؤثر بشكل كبير على أداء ودور الجامعات وتجعل دورها “نشاذ” في التنمية بدلاً من أن تكون جامعة منتجة قادرة على القيام بوظائفها التنموية!

بالمختصر، حان وقت استنهاض همم الجامعات وتفعيل درها الحيوي وتحقيق شعارها التقليدي “ربط الجامعة بالمجتمع”!.

البعث

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات