تخطى إلى المحتوى

نزهة منزلية “مفروضة”

مادلين جليس

يا معشر الموظفين، سواء كنتم موظفي قطاع عام أو خاص، من الآن وصاعداً اجعلوا يوم الجمعة يوماً منزلياً فقط، لا تسوق ولا نزهات ولا زيارات عائلية، تنزّهوا بين جدران المنزل، وزوروا غرفه المتعددة.

وما العيب في زيارة الأقارب في أيام الدوام!، وما الضرر في التسوق بعد انتهاء الدوام الرسمي!، بحيث يبدأ مشوار السوق في الخامسة مساء “أعطينا الموظف ساعة للغداء” ولا ينتهي قبل العاشرة ليلاً.

وما المانع من اصطحاب الأطفال في نزهة يوم الأربعاء مثلاً، أو حتى يوم الاثنين، وغيرهما من باقي أيام الأسبوع عدا الجمعة طبعاً.

فبعد القرار الذي أصدرته لجنة المحروقات الفرعية في محافظة دمشق والقاضي بإيقاف تزويد وسائل النقل العامة “السرافيس” وباصات النقل الداخلي الخاصة بالمحروقات يوم الجمعة وباصات مبيت الموظفين يومي الجمعة والسبت، والسماح لباصات النقل الداخلي العامة فقط بالتزود بالمحروقات وتخديم المواطنين يوم الجمعة، أصبحت النزهة المنزلية أمراً واقعاً لا مجال للتراجع عنه.

لا ندري ما السبب الكامن وراء إصدار هكذا قرار، ولا نعلم أيضاً إيجابياته التي رأتها المحافظة من إيقاف عمل السرافيس يوم الجمعة، لكننا نستطيع أن نؤيد الجزء الثاني من القرار وهو إيقاف تزويد باصات الموظفين بالمازوت خلال يومي العطلة، فالموظفين “معطلين” أساساً ولا حاجة للمازوت خلال هذين اليومين، لكن أن نمنع هؤلاء الموظفين وغيرهم من المواطنين من التجول والتنزه في يوم الجمعة فهو أمر غير منطقي وغير مقبول في آن معاً.

قد يقول قائل” وهو وارد كثيراً ” إن القرار استثنى باصات النقل الداخلي من إيقاف التزود، وبإمكان المواطنين التنقل بها كيفما يشاؤون، وأن إيقاف السرافيس من التزود، لن يشكل عائقاً أمامهم فيما لو أرادوا التنزه أو التسوق.

إن هذا الكلام منطقي ومعقول فيما لو كانت وسائط النقل العامة كافية أساساً وفي حال كان المواطنون ينعمون بإيجاد مقعد في سيرفيس في كل مرة يقصدونه بها، وأيضاً في حال لم تكن مشاهد الازدحام والتدافع هي الحاضرة يومياً منذ ساعات الصباح وحتى الليل.

مرة أخرى نقول إننا كمواطنين لم نعلم دوافع وأسباب القرار، لكننا نعلم أن لنا حقوقاً أقلها الخروج في العطلة دون قضاء نصف اليوم بانتظار باص النقل الداخلي الذي سيعلن بمجيئه بداية مشوارنا “المنتظر”.

بانوراما سورية-غلوبال

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات