رغم وصول موسم قلع البطاطا في سهل عكار إلى ذروته، إلا أن أسعار مادة البطاطا في أسواق طرطوس لم تتأثر إذ بقيت تتراوح بين 8500-10000 ل.س للكيلو غرام الواحد، مدفوعة بارتفاع تكاليف الإنتاج التي باتت حجة جاهزة تحول دون أي انخفاض مأمول في الأسعار.
وأعرب عدد من الأهالي في مدينة طرطوس عن امتعاضهم من ارتفاع أسعار جميع الخضار وليس البطاطا فحسب، مقارنين هذه الفترة بنظيرتها من العام الماضي، عندما كانت الأسعار أرخص بشكل ملحوظ، مشيرين إلى أن سهل عكار يشكّل السلّة الغذائية للمحافظة، ومن المفروض أن ينعكس إيجاباً على أسعار الخضار خاصة التي تزرع على مساحات واسعة كالبطاطا.
واستغرب الأهالي من بيع كيلو البطاطا بسعر يتراوح بين 9-10 ل.س، في “عز” موسم قلع البطاطا في سهل عكّار، متسائلين عن دور الرقابة التموينية في التسعير وضبط الأسعار، وعن حال الأسعار بعد انتهاء الموسم.
بدورهم، عزا بعض المزارعين في سهل عكار السبب وراء ارتفاع سعر البطاطا وغيرها من الخضار إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج التي لم تعد تسمح للأسعار بالانخفاض إلى الحد المقبول للأهالي لأنها “لن توفي” مع المزارع الذي ينتظر الموسم ليعوّض تكاليف الإنتاج وتعبه طيلة العام.
ودلّل المزارعون بارتفاع تكاليف الإنتاج، بدءاً من حراثة الأراضي إلى أسعار البذار والمبيدات والسقاية وغيرها من التكاليف التي تكبّد المزارع مبالغ كبيرة، معربين عن رضاهم إزاء الأسعار التي وصفوها بالمنصفة إذ يباع الكيلو بين 5500-8000 ل.س.
بدوره، أكد رئيس اتحاد فلاحيّ طرطوس فؤاد علوش أن تسويق البطاطا جيد والأسعار مناسبة ومرضية للمزارعين، مشيراً إلى أن البطاطا كغيرها من الخضار التي تباع وفقاً لتكاليف الإنتاج، مدللاً بكيلو البندورة الذي يباع بين 5 – 7 آلاف ل.س، الباذنجان بين 7 – 8 آلاف ل.س، الفاصولياء 20 ألف ل.س.
وأضاف علوش: في أحد الأيام انخفض سعر البطاطا إلى 5 آلاف ل.س، فأحجم المزارعون عن قلع البطاطا لأن السعر أقل من التكلفة، ما أدى إلى تراجع العرض في السوق ورفع الأسعار، متابعاً: “بحسبة بسيطة للمزارعين تبلغ تكلفة إنتاج كيلو البطاطا بين 5500-6000 ل.س، والبيع بأقل من التكلفة يكبد المزارع خسارة”، مبيناً أن المزارع يبيع كيلو البطاطا بسعر يتراوح بين 6500-8000 ل.س.
وأشار علوش إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، إذ بيع طن كيلو بذار البطاطا للمزارعين من مؤسسة إكثار البذار بـ 21 ألف ل.س ومن المعروف أن كيلو البذار ينتج 12 كيلو بطاطا كمعدل وسطي، ناهيك عن أجور حراثة الأراضي وتكاليف الأسمدة والرش والسقاية.
وأشار علوش إلى أنه خلال السنوات الماضية كان المزارعون يزرعون البطاطا بين 10 كانون ومطلع شباط، لكن العام الحالي وبسبب الظروف الجوية قام بعض المزارعين بالزراعة قبل هذا الموعد والبعض الآخر بعد الموعد، ما أدى إلى قلع البطاطا على مراحل وليس بتوقيت واحد، ناهيك عن غمر 1500 دونماً بسبب العاصفة المطرية الشديدة التي شهدها سهل عكار مطلع العام الحالي.
وأكد علوش أن إنتاج سهل عكار للموسم الحالي أقل من السنوات الماضية، مدللاً بإنتاج العام الحالي يتراوح بين 35 – 40 ألف طن، فيما كان إنتاج العام الماضي 60 ألف طناً العام الحالي.
وبيّن علوش أنه لا يوجد تصدير حالياً للبطاطا، حتى أن البطاطا التي تم استيرادها سابقاً من مصر بموجب تعاقد على كمية 30 ألف طناً لاتزال موجودة في الأسواق.
بانوراما سورية-صفاء علي – اثر برس