بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:
يعود “بيلدكس” ليتصدر قائمة المشهد الاقتصادي، كحدث سوري واقليمي منتظر في قطاع البناء والتشييد.. بيلدكس وربما ذكر الأسم يكفي لتعود بنا الذاكرة إلى “أيام العز” قبل الحرب، عندما كان يستقطب هذا المعرض ألاف الشركات والماركات والوكالات المحلية والعربية والأوربية والعالمية التي اختارت “بيلدكس” كمنصة رئيسية في المنطقة العربية للإعلان عن منتجاتها الجديدة وكمركز للقاء زبائنها ولاختيار وكلائها في السوق السورية وأسواق البلدان المجاورة..
واليوم، ووفق المعلومات المتوفرة عن حجم المشاركات ونوعيتها يمكننا التأكيد بأن “بيلدكس” يسير بخطى متسارعة نحو استعادة التألق الكامل والحضور المؤثر الذي سرقته سنوات الحرب والحصار والعقوبات.. حيث يؤكد الأستاذ علاء هلال المدير العام للمجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات أن “بيلدكس” هذا العام سيكون أكثر تألقاً وسيثبت للعالم أننا لا نزال نقف على أقدامنا وأن معامل ومصانع سورية لا تزال تنتج وتتطلع بأمل وترقب نحو المستقبل، مضيفاً ” لعلها ستكون آخر الأيام الصعبة..” في اشارة منه الى قرب حدوث انفراجات وحلول للأزمة التي يمر بها البلد.
وفي قراءة متأنية للمعطيات والمؤشرات السياسية والاقتصادية نستنتج أننا في مرحلة جس النبض والمراقبة عن قرب وليس عن بعد.. وطبعا هناك الكثير من الصعوبات والعراقيل وهناك الكثير من الأعمال يجب انجازها قبل الحديث عن انطلاقة حقيقية لجميع القطاعات ومن بينها قطاع البناء والتشييد في سورية بمرحلة إعادة الإعمار المنتظرة، فالبيئة التشريعية لا تزال بحاجة إلى المزيد من المرونة وخصوصاً في موضوع التعامل مع الشركات العالمية والمتعددة الجنسيات الراغبة في المساهمة في إعادة الإعمار.. ومع ذلك نلاحظ الخطوات القادمة نحونا من محيطنا العربي والاقليمي وتعديل السياسات وبدء الانفتاح التدريجي نحو سورية والإنهاء التدريجي للعزلة، وكذلك في مد يد المساعدة والتعاون في العديد من المجالات وهي مؤشرات ملموسة ويُبنى عليها اقتصادياً من قبل كبرى الشركات التي بدأت تتقرب ايضا من السوق السورية وتنسج علاقات مع قطاع الأعمال السوري لتكون قريبة ولها الأولوية حين تنضج الظروف مع انطلاق مرحلة الإعمار التي ستكون خلالها السوق السورية دسمة ومستقطبة للكثير من الاستثمارات النوعية وخصوصاً في مجال البناء ومستلزماته.. وهذا الكلام ليس عبثياً وترجمته على الأرض لن تطول إذا لم تتعدل الأجندات وتعاد الحسابات باتجاه آخر لا سمح الله…
نشير أخيراً الى أن “بيلدكس” سينطلق غدا في مدينة المعارض برعاية وزارة الأشغال العامة والإسكان ولمدة خمسة أيام وبمشاركة320 شركة محلية وعربية ودولية من الصين وروسيا والجزائر والسعودية وإيران والإمارات والأردن ولبنان، وعلى مساحة 12000 متر مربع إضافة إلى مساحات مكشوفة للعرض الخارجي.. ويضم المعرض منتجات الشركات من مواد البناء والحجر والرخام والدهانات ومواد العزل ومعدات التكييف والتهوية والطاقات البديلة وتقنيات المياه والاستدامة البيئية والمفروشات المنزلية والمكتبية ومكاتب التطوير العقاري والمكاتب الهندسية وأنظمة الأمان والسلامة والكهرباء والإدارة وغيرها.
