تخطى إلى المحتوى

زلزال أوروبا….

*باسل علي الخطيب…..

نعم إنه زلزال ..
ذاك الذي حصل في أوروبا في انتخابات البرلمان الأوروبي ليس لها من تسمية سوى الزلزال….
اليمين المتطرف يكتسح النتائج…
اوروبا تستعيد نفسها…

اليمين المتطرف احتل المرتبة الأولى في فرنسا وإيطاليا واسبانيا والنمسا، واحتل المرتبة الثانية في المانيا وبلجيكا….
بل إنه في فرنسا حقق نتيجة كاسحة….

قبل سنتين وبعد عدة أشهر على بدء الحرب في اوكرانيا كتبت مقالا قلت فيه أن من أول تداعيات هذه الحرب سيكون صعود اليمين المتطرف في أوروبا…
وهذا ماحصل …
والبداية كانت في ايطاليا….

كل اليمين المتطرف هناك يرفع ذات الشعار، (ايطاليا أولاً)، (فرنسا أولاً) وهكذا في بقية الدول…
هذا الشعار ليس ذات الشعار التي ترفعه بعض الجماعات المشبوهة في منطقتنا، نعم، هو نفسه من حيث الشكل ولكن يختلف جذرياً من حيث المضمون…
عندما قالوا عندنا أن (لبنان أولاً) (سورية أولاً) كان دائماً يوجد من هو ثانيا، وهذا (الثانياً) أما امريكا أو الكيان…
مرة أخرى ذاك الحق الذي يراد به باطلاً….
مرة أخرى ذاك السم المدسوس في العسل….

الشعوب الأوروبية تريد أن تستعيد نفسها، وقد ضاعت ذواتها بين مخرجات العولمة والليبرالية المتوحشة والحداثة ومابعد الحداثة….

هذا ليس الزلزال الأكبر، الزلال الأكبر سيكون مع الانتخابات البرلمانية الخاصة بكل دولة من دول اوروبا، وقد دعت إليها بعض الدول بعد ماحصل في انتخابات البرلمان الاوروبي، إن حققت احزاب اليمين ذات النتائج و ربحت الانتخابات، فهم من سيقوم بتشكيل الحكومة، أي أنهم سيستلمون السلطة التنفيذية و يرسمون السياسات الخارجية، وهذا سيكون له انعكاسات كبيرة وجوهرية على مستوى العالم ككل….
ولن تقتصر التغييرات على المستوى السياسي فحسب، إنما على المستويات الاقتصادية والأخلاقية والثقافية….

على فكرة أنا سعيد بصعود هذا اليمين، ميزة أحزاب اليمين في أوروبا عندما تحكم، فإنها تتبع في الشؤون الخارجية سياسة عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتنكفيء في سياساتها للأوضاع الداخلية اقتصادياً ومجتمعياً وثقافياً واخلاقياً….

اتوقع رفع العقوبات الأوروبية عن سورية إن استلم هؤلاء السلطة، لأنهم يدركون ويعرفون أننا كنا نحارب أحد أكبر الأخطار التي تدهم وتهدد مجتمعاتهم الآن…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات