تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم... بحضور عرنوس وعدد من الوزراء.. ورشة عمل حوارية حول التغيرات المناخية وسبل مواجهتها

النداء الأخير..

بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:

هذه المرة لن ألوم الحكومة ولا أية جهة على عدم ايجاد حلول جذرية لقضية تسويق موسم الحمضيات.. بل سأتوجه بالوم والعتب على من تبقى من مزارعي الحمضيات لتأخرهم في التحول نحو زراعات بديلة أكثر جدوى.. فالخسائر المتلاحقة عاماً بعد عام والعجز الحكومي عن ايجاد حلول جذرية كان يجب أن يدفع الفلاحين لدفن آمالهم بتحسن واقع هذه الزراعة، ودفعهم الى اتخاذ القرار الصحيح بالاسراع في اقتلاع بساتين الحمضيات والتحول نحو زراعات بديلة استوائية او تقليدية… الآلاف من المزارعين فعلوا ذلك بدون تردد منذ عدة سنوات، رغم الغصة في صدورهم ونفوسهم وهم يقتلعون هذه الشجرة التي لها مكانة خاصة لديهم ولدى أفراد اسرهم.. ولكن لم يكن لديهم خيار أخر في صد هجمات الفقر المتلاحق نتيجة الخسائر الكبيرة وتدني الأسعار الى مستويات أقل بكثير من تكلفة الانتاج.. والدليل على هذا التراجع الكبير في الانتاج توقعات وزارة الزراعة بانتاج حوالي 688 الف طن هذا العام بينما كان انتاجنا أكثر من مليون ومائتي الف طن قبل عدة سنوات..
وهنا السؤال الجوهري المطروح لدى الجميع.. هل فعلاً الخسارة أمراً واقعاً ولا مفر منه ولا يمكن تداركه.. الجواب نعم ستبقى الخسارة مستمرة طالما بقيت تكاليف الانتاج مرتفعة قياساً بأسعار التسويق فأسعار الأسمدة والأدوية وتكاليف الرعاية والقطاف والعبوات والنقل وغيرها تضاعفت مئات المرات بينما بقيت اسعار المنتج على حالها منذ عدة سنوات… وقد يكون لقانون السوق والعرض والطلب تأثير ما اضافة الى تراجع القوة الشرائية للمواطن وتصنيف الحمضيات من معظم العائلات كمادة غير ضرورية على أجندة الاحتياجات الأساسية للأسرة.. وهذا فعلا يحدث وله تأثير في تراجع حجم الاستهلاك… ولكن ايضا هناك مسؤولية على الدولة في موضوع رفع الدعم وخصوصا عن الاسمدة والمستلزمات الزراعية والمحروقات المخصصة للنقل والشحن.
أما الحلول الجذرية والمنطقية فهي برأيي ليست عبر التدخل الايجابي وبتحمل الدولة وبعض مؤسساتها جزءاً من تكاليف التسويق لتعديل ميزان الخسارة.. فمهما كان هذا التدخل كبيرا وواسعا لن يغطي سوى نسبة محدودة من الكميات المنتجة فعلياً… وايضا على صعيد برنامج الاعتمادية ورغم اهمية فكرة البرنامج القائمة على مبدأ تشجيع المزارع على التحول نحو اختيار نوعيات محددة من الحمضيات إلا أنه برنامجاً انتقائياً ومحدود التأثير والانتشار ولم يلقى حتى الآن الإقبال والاهتمام الكافي واللازم ولا اعتقد انه سيحل المشكلة كلياً وربما يخفف منها قليلاً عبر تصدير كميات محدودة من نوعيات معينة مرغوبة في الأسواق الخارجية.

وفي الختام أكرر ما هو معروف للجميع.. في غياب الدعم الحقيقي للفلاح ولمستلزمات الانتاج ستستمر الزراعة السورية في سلوك طريق الانحدار، ولن يقوى الفلاح على المزيد من الصمود والتشبث في ارضه وسيكون الأمن الغذائي في خطر كبير.. والأمثلة كثيرة خلال السنوات الاخيرة عن التراجع الحاد في انتاج العديد من السلع كالبطاطا والثوم والبندورة والبقوليات وحتى البصل.. اضافة الى الفروج والبيض واللحوم والحليب والمنتجات الحيوانية الأخرى..
ناقوس الخطر لا يزال يدق وبقوة.. لعل من يسمع ويستجيب وينقذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الآوان.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات