الدكتور المستشار ناصر قيدبان:
طرطوس تلك المدينة الساحلية الساحرة فهي لجميع ابناء سوريا يقضون فيها العطلات والسياحة البحرية والشاطئية واحتضنت ابناء سوريا من كل المحافظات يتشاركون العمل والحياة بارقى صورها وطرطوس تتمتع بثقافة وتاريخ غنيين منذ آلاف السنين، شكل موقعها الاستراتيجي الهام جذباً للعديد من الشعوب والثقافات ليتعايشوا بسلام في هذه المدينة الجميلة
في أحضان المدينة تعج الحياة بالنشاطات المختلفة، ولكن الأمر الأكثر أهمية هو التعايش السلمي الذي اشتهر على مر التاريخ بين السكان، وما تجده في هذه المدينة من تنوع ثقافي وديني جعلها مكانًا فريدًا للتعايش بين الثقافات المختلفة.
يجتمع الأهالي بصدق ورقة، ينضحون بالعفوية والابتسامة، وكأنهم أسرة واحدة تتشارك السعادة والحزن. يجلس الجميع على أرائك المقاهي الشاطئية، ترى مشهداً تذوب فيه الاختلافات وتنساب الروابط الإنسانية بينهم.
في هذه المدينة التي وصفت بـ “مدينة التعايش والسلام” تتجسد روح التعايش الفريدة في كل زاوية وشارع، تحتضن تنوعًا ثقافيًا واجتماعيًا مدهشًا، يتعايش الناس فيها من خلفيات مختلفة بسلام وتفاهم.
وفي محيط الأسواق النابضة بالحياة، يلتقي التجار والزبائن، ويتبادلون ارقى التعاملات
وفي المدارس والجامعات، يتعلم الشباب من مختلف الأعراق والثقافات جنبًا إلى جنب، يتشاركون الأفكار والمعرفة، وينمون سويًا لبناء مستقبل مشرق، إذ يعزز التعايش التعليمي في طرطوس التفاهم والاحترام بين الأجيال المختلفة.
يؤمن سكان المدينة بأهمية قبول الآخر واحترام اختلافاته، يسعون جاهدين للحفاظ على السلام واحترام حرية الآخرين في التعبير عن آرائهم وممارسة عقائدهم.. وهذا يؤكد أن التعايش في طرطوس لم يكن مجرد وجهة سياحية فحسب، بل كان نمط حياة يتجاوز الحدود الجغرافية والعرقية، يمثل فرصة لالتقاء العقول والقلوب في مكان واحد، يتعلم فيه الناس المسامحة والاحترام المتبادل، كما يعد دليلا على روح التسامح والتضامن التي تسود في قلوب سكان مدينة تثبت أن التنوع والتعددية هما مصدر غنى وقوة لكل مجتمع.
وفي هذا المشهد المليء بالتنوع، يجد الناس أنفسهم يشاركون في الاحتفال بالعيد، بغض النظر عن خلفيتهم الثقافية أو الدينية.
يتسع التعايش في طرطوس ليشمل أيضا القرى والمدن المجاورة، فطرطوس تشكل مصدرًا للإلهام للمحافظات المحيطة بها، حيث يتعاون سكان طرطوس مع الأهالي القادمين من محافظات أخرى، ويشاركون في مبادلة الثقافات والخبرات، ومن خلال هذا التبادل الثقافي، يُصبح التعايش جسرًا يربط بين مختلف المحافظات، ويعزز الفهم والتسامح والاحترام بين الجميع.







