
دمشق- عبد العزيز محسن:
شهد معرض “أغريتكس” للمستلزمات الزراعية في مدينة المعارض بدمشق، مشاركة لافتة من شركة “ايماش” التركية، الرائدة في مجال تصنيع وتركيب معدات المطاحن ومصانع الأعلاف، في خطوة تهدف إلى استكشاف السوق السورية من جديد بعد انقطاع دام أكثر من 15 عاماً بسبب الحرب.
وفي لقاء خاص مع السيد محمد تمير، مدير المبيعات في الشركة، أكد أن “ايماش” تسعى لإعادة تفعيل حضورها في سوريا، لا سيما بعد أن نفذت قبل عام 2010 العديد من مشاريع تركيب مطاحن دقيق وسميد في مختلف المحافظات، بما في ذلك إدلب وحلب وحمص. وقال تمير: “نحن شركة تأسست منذ عام 1989، ونعمل في تصنيع معدات المطاحن ومصانع الأعلاف والهياكل الحديدية. نصدر منتجاتنا إلى أكثر من مئة دولة حول العالم. وكانت لنا بصمة واضحة في السوق السورية قبل الحرب.”
وأشار إلى أن مشاركة “ايماش” في معرض أغريتكس تمثل “بداية الغيث” في مسار العودة إلى السوق السوري، الذي يعتبره “سوقاً استراتيجياً بسبب القرب الجغرافي والعلاقات التاريخية بين البلدين”.
وأضاف: “سوريا جارتنا، والسوق السوري مهم جداً لنا. نأمل أن نعود بقوة سواء كموردين مباشرِين أو من خلال وكلاء محليين.”
وعن مدى قدرة الصناعة التركية على منافسة الخيارات الأخرى المتاحة حالياً في السوق السوري، أوضح تمير أن المعدات التركية تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة من حيث الجودة والسعر، قائلاً:”نحن قريبون من الجودة الأوروبية، وأسعارنا أقل بكثير. لا نخشى المنافسة لأننا واثقون من جودة منتجاتنا وقدرتنا على تقديم عروض مناسبة.”
وفي تقييمه لواقع القطاع الصناعي في سوريا، خصوصاً فيما يتعلق بمعدات الأعلاف، أوضح تمير أن هناك اهتماماً ملحوظاً من الزوار في هذا المجال، لكن القدرة الاقتصادية لدى معظم المستثمرين محدودة فالعديد من الصناعيين يمتلكون منشآت قديمة ومتهالكة، يعانون من أعطال دائمة وتراجع في الطاقة الإنتاجية، والجميع يريد أن يبدأ من جديد، ولكن بشكل تدريجي.
إعادة تأهيل المنشآت خيار مطروح
وأكد تمير أن “ايماش” مستعدة لتقديم المساعدة في صيانة وتأهيل المنشآت القائمة، لتقليل التكاليف على المستثمرين، بشرط دراسة الحالة الفنية لكل منشأة، حيث قال: “نحن نرغب بمساعدة الصناعيين في إعادة تأهيل المعدات والمنشآت بدون الحاجة لهدم كامل أو استبدال شامل. لدينا القدرة على تنفيذ ذلك بحسب ما يتوفر من معلومات حول نوعية الماكينات الموجودة حالياً.”
وأشار إلى أن بعض المشاريع الجديدة قد بدأت فعلياً، منها توريد شحنة معدات لإعادة تأهيل منشأة في محافظة حمص، مع توقع وصول شحنة أخرى في الأسبوع المقبل.
نظرة مستقبلية واستعداد دائم..
وختم تمير حديثه بالتأكيد على أهمية الاستمرار في تعزيز العلاقة مع السوق السوري: “هذه هي زيارتي الثانية إلى سوريا، وسأقوم بزيارات أخرى قريبة.. نحن نهدف لتوسيع قاعدة علاقاتنا مع الصناعيين والجهات الحكومية للمساهمة في تطوير هذا القطاع الحيوي.”









