تخطى إلى المحتوى

في المعرض التركي لآلات النسيج ومستلزماته.. شركات تركية تستكشف السوق السوري تمهيداً لعودة مرتقبة.. شركات سورية تعيد تأهيل مصانعها تمهيداً لانطلاقة جديدة

دمشق- عبد العزيز محسن:

اختتمت مساء اليوم في مدينة المعارض بدمشق فعاليات المعرض التركي الأول لآلات النسيج ومستلزماته، الذي أقامته شركة ميرديان لتنظيم المعارض بمشاركة 40 شركة من كبرى الأسماء في قطاع صناعة النسيج التركي.
شهد المعرض حضوراً لافتاً من الشركات الراغبة في استكشاف السوق السورية، تمهيدا لإعادة تموضعها فيها سواء عبر افتتاح فروع مباشرة أو من خلال وكلاء محليين، إضافة إلى التوسع في حجم المنتجات الموردة إلى سوريا.
ومن خلال جولة ميدانية على أجنحة المعرض، ولقاء القائمين عليها تبين أن عددا من الشركات التركية ترغب بتزويد الشركات السورية بخطوط إنتاج كاملة، بالإضافة إلى دراسة امكانية تصدير خيوط نسيج عالية الجودة قد لا تكون متوفرة محليا، فضلا عن تقديم خبراتها في مجالات الأصبغة والتصاميم وصولا الى الترويج والتسويق، وهي مجالات تفتقر لها الصناعة السورية حاليا بحسب ما قاله عدد من القائمين على اجنحة الشركات التركية نتيجة ما مرت به صناعة النسيج والالبسة السورية من أضرار جسيمة خلال سنوات الحرب.
اللافت في المعرض ايضا هو مشاركة عدد من الصناعيين السوريين الذين غادروا البلاد خلال الحرب واستقروا في تركيا، حيث تمكنوا من بناء استثمارات ضخمة في مجال النسيج والألبسة. واليوم، يعود بعضهم لعرض نتائج خبراتهم وتجاربهم ضمن وطنهم الأم، في خطوة توحي برغبة حقيقية في إعادة بناء الصناعة السورية من الداخل.
وتجدر الإشارة إلى أن صناعة النسيج والألبسة السورية كانت تعد من أبرز القطاعات التنافسية قبل عام 2011، إذ كانت المنتجات السورية تحظى بقبول واسع في الأسواق العربية والخليجية وحتى الأوروبية. غير أن الحرب دمرت جزءا كبيرا من البنية الصناعية، مما اضطر المصانع المتبقية إلى العمل بطرق بدائية وبمواد أولية غير قادرة على المنافسة لا محليا ولا خارجيا، ما فتح المجال أمام المنتجات المستوردة لتسيطر  وتستحوذ على السوق بنسب كبيرة.
ومع التغيرات الحاصلة اليوم، ورفع بعض العقوبات عن سوريا، بدأت بوادر عودة الشركات الصناعية بالظهور، خاصة تلك التي غادرت إلى مصر والأردن وتركيا. ومن بين هؤلاء، شركة “صباغ وشرباتي”، والتي كان مدير مبيعاتها حريصا على التأكيد أن العمل جارٍ حاليا لإعادة تأهيل أحد أكبر معاملها في حلب، تمهيدا لاستئناف الإنتاج مع بداية العام القادم.
الصناعي ابو كامل شرباتي هو أحد اهم رموز صناعة النسيج في سوريا، وقد اضطر لوقف الإنتاج في بداية الحرب ونقل استثماراته إلى الخارج حيث حقق نجاحات كبيرة في مصر وتركيا، وهو اليوم يستعد للعودة، في خطوة قد تكون بداية لعودة قطاع النسيج السوري إلى الواجهة مجددا.
ورغم التحديات الكبيرة، تبقى عودة الاستثمارات مرهونة بدعم حكومي فعال، خاصة فيما يتعلق بتوفير المواد الأولية، وتخفيف تكاليف الإنتاج، وتقديم التسهيلات الإدارية والجمركية، وهو ما وعدت به الحكومة السورية ضمن خطة دعم الصناعات الوطنية.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تابعونا على فيس بوك

مقالات