عبد العزيز محسن:
في مشاركة مميزة ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي، أكد الدكتور عماد النن الرئيس التنفيذي لشركة الدرّة العالمية للصناعات الغذائية ونائب رئيس غرفة تجارة ريف دمشق، أن هذا العام يُعدّ عاماً استثنائياً بامتياز على مختلف الأصعدة، سواء من حيث حجم الشركات المشاركة، أو جودة المعروضات، أو من خلال الحضور اللافت الذي يعكس تعافي الاقتصاد السوري واستعادة دوره الفعّال في الساحة الإقليمية والدولية.
وأوضح الدكتور النن أن هذا الحدث يواكب ملامح سوريا الجديدة، التي تسير بخطى ثابتة نحو إعادة الإعمار الاقتصادي وعودة الإنتاج الحقيقي، مؤكداً أن الشركات السورية بدأت بالفعل مرحلة جديدة من تطوير خطوط إنتاجها، وتوسيع قدراتها التشغيلية، وتعزيز حضورها التصديري في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن شركة الدرّة قامت مؤخراً بإجراء تحديثات شاملة لخطوط الإنتاج والآلات، مما أدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية بثلاثة أضعاف، إلى جانب مضاعفة عدد العاملين والموظفين إلى ثلاثة أضعاف أيضا، وهو ما يُعدّ مؤشرا واضحا على النمو المتسارع الذي تشهده الشركة.
وفي هذا السياق، كشف النن عن خطة طموحة تعمل عليها الشركة على مدى سنة إلى سنة ونصف، تهدف إلى الوصول إلى 2000 عامل في معامل الشركة داخل سوريا، مما يفتح الباب أمام خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تسهم في تنشيط الدورة الاقتصادية ودعم الاستقرار الاجتماعي، ونوه بأن الأمر لم يقتصر على التصنيع فحسب، بل يمتد على صعيد مساهمتها لتشمل دعم القطاع الزراعي المحلي بشكل مباشر، إذ تعتمد معامل الشركة على المنتجات الزراعية ذات الجودة العالية، ما يوفّر للمزارعين سوقا ثابتة لتصريف منتجاتهم، ويشجعهم على تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاج، مما يعزز أمنهم الاقتصادي والمعيشي، ويرفع من سوية الزراعة والصناعات المرتبطة بها.
وأشار النن إلى أن الأثر الإيجابي يمتد كذلك إلى قطاع النقل والتوزيع والتسويق، حيث تسهم العمليات اللوجستية المرتبطة بمنتجات الدرّة في تنشيط عدة حلقات في سلسلة الإنتاج، ما يخلق قيمة مضافة حقيقية للصناعة الوطنية.
وفيما يتعلق بالتصدير، أوضح الدكتور النن أن منتجات شركة الدرّة العالمية تصل اليوم إلى 85 دولة حول العالم، بينما وصلت منتجات فرع الشركة في سوريا إلى 60 دولة حتى الآن، مع خطة للوصول إلى الرقم ذاته مع نهاية العام الحالي، وهذا الانتشار الواسع يعكس السمعة الطيبة والجودة العالية التي تتمتع بها منتجات الدرّة، ويؤكد موقعها الريادي في السوقين الإقليمي والدولي، مع استمرار سعي الشركة إلى مواكبة أحدث التطورات التقنية العالمية في مجال تصنيع الغذاء وضمان جودته، مع الحرص على توطين هذه التقنيات وتكييفها بما يتناسب مع بيئة العمل السورية.
وفي ختام تصريحه، شدّد الدكتور عماد النن على أهمية الفعاليات والمعارض الدولية التي تُنظّم على أرض سوريا، وعلى رأسها معرض دمشق الدولي، الذي يُعتبر منصة استراتيجية لإبراز إمكانيات الصناعة الوطنية، وتعزيز التعاون المحلي والعربي والدولي، معتبراً أن المشاركة الواسعة هذا العام تبعث برسائل أمل وثقة بمستقبل واعد لسوريا الجديدة، التي بدأت تستعيد مكانتها الحقيقية على خارطة الاقتصاد الإقليمي والدولي.
