*محمد سلمان ابراهيم:
حققت الزراعة تقدماً هاماً في أنظمة الري والإنتاج وتربية المواشي واستنبات بذور ضاعفت المردود في العقود الخمسة الأخيرة، في حين زادت المساحة المزروعة بحدود من 10 ٠/٠ فقط. بينما بلغ سكان الأرض 7,8 مليار نسمة.
هكذا نمو سكاني يحتاج زيادة أخرى في إنتاج الغذاء فقد يتجاوز البشر 9 مليار عام 2050.
وبما أن مناخ الأرض عرضة للتغيّر حالياً ومستقبلاً، فمن المقدّر حدوث تحولات زراعية سلبية وإيجابية، فقد تظهر آفات وأوبئة تهدّد المردود الإنتاجي وتزيذ أسعار الغذاء وانبعاثات مسببة للاحترار حتى 15 ٠/٠.
بالمقابل يمكن الإفادة من تقنيات الزراعة المحسّنة عبر الذكاء الصناعي لزيادة القدرة الإنتاجية وتأهيل المناطق المتدهورة والحد من انبعاثات الكربون الميثان الزاعيين.
يحدث ذلك عبر زراعة زكية مناخياً لمواجهة الاحتياجات المتزايدة وللحد من الاحترار ومن أضرار تغيّر المناخ.
يحتاج ذلك إلى جملة من الأنشطة والسياسات، فيمكن إيجاد صناديق مالية أو تخصيص ودائع مالية من الميزانيات الحكومية للانفاق على الزراعة، واذا كان إنتاج الزراعة الذكية مرتفع الكلفة حالياً فإن احتمال انخفاضها مع التقنيات الحديثة وارد لاحقاً عبر الذكاء الصناعي وفنون الإنتاج براءات الاختراع، ما يخفف العلاقة السلبية بين الإنتاج وتغيّر المناخ. فالتمويل يسد فجوة الغذاء ويحدّ من شروط المصدرين للغذاء ويزيد إلانتاج بحدود 70 ٠/٠ في العقود الثلاثة القادمة، ويحسّن قنوات نقل وتوزيع الغذاء، ويخفض الانبعاثات الضارة، ويؤمن حاجات أساسية ملحّة ويخفف الهدر ومكافحة تغيّر المناخ، وحماية الغابات والتنوًّع الحيوي والتربة والموارد المائية، والحد من انكشاف المجتمعات الزراعية.. وهنا تبرز الحاجة لسد ثغرات التمويل والبيانات ونتائج البحوث العلمية الزراعية وتهيئة حوافز وإصدار قوانين وتشريعات لضمان ممارسة الزراعة الذكية مناخياً، كي لا تزداد الهجرة من الريف إلى المدن أو إلى مجتمعات أخرى.
ولتحقيق ذلك ينبغي التعاون والتنسيق بين الحكومات لإرساء قواعد وآليات عمل جديدة لحماية المياه والتربة وتبادل البيانات والمعارف العلمية، وإجراء أبحاث تستنبت بذور محسًّنة وتكافح الآفات وتحمي النظم الحيوية البيئية والزراعية وتعدّل شروط الزراعة وإنتاج أسمدة عضوية واعتماد مكافحة حيوية.
وما ينطبق على الزراعة يمكن تحقيقه على الثروة الحيوانية لزيادة إنتاجها عبر العلف والمعالجة البيطرية وتصالب الأنواع وتحسينها وزيادة الأعداد وتحسين سلاسل الإمداد، والإفادة من روث الحيوانات لإنتاج غاز الميثان للطهي والتدفئة.
كل ما تحدثنا عنه يمكن إنجازه عبر التمويل والإرادة والإدارة لمنع حدوث حالات حرجة مرافقة لاحداث أمنية أو سياسية أو مرافقة لموجات سلبية من تغيًّر المناخ.
يبقى الأمل عند صنًّاع القرار قبل جهود المزارعين.







