تخطى إلى المحتوى

رسالة بوجهين…

*بقلم: دانيا عبد الغني النابلسي
بشار الأسد… هل تراك تبتسم وأنت تشاهد السوريين أسبوعاً كاملاً يرقصون ويغنون ويرفعون أعلام التحرير؟ لا أظن. فأنت الذي قضيت عمرك في صناعة الخوف، كيف يمكن أن تتحمل مشهداً مليئاً بالحب؟ أنت الذي كنت ترى الشعب مجرد أرقام في دفاتر المخابرات، كيف يمكن أن تفهم معنى أن ترى الأطفال يضحكون بلا رعب، والشباب يحلمون بلا حدود، والنساء والرجال يرفعون أصواتهم بلا قيود؟
إنه مشهد يوجعك أكثر مما يفرحهم، لأنك تدرك أن كل تلك السنوات من القهر لم تترك في قلوب السوريين سوى كراهية لك ولنظامك. مشهد التحرير هو إعلان موتك السياسي الحقيقي، لأن التاريخ لا يرحم من يكره شعبه.

لكن في المقابل، هناك رجل من الشعب، لا يختبئ خلف جدران القصور، بل يعيش مشاعر الناس معهم، يتوجع لوجعهم ويفرح لفرحهم بلا تمثيل ولا تصنّع. #أحمد_الشرع… أنت اليوم الوجه الآخر لهذه الرسالة. أنت الدليل أن سوريا يمكن أن تُحكم بالحب لا بالكراهية، بالثقة لا بالخوف، بالإنسانية لا بالحديد.

السخرية هنا أن الأسد الذي كان يظن أن الشعب لا يستطيع أن يعيش بدونه، يكتشف أن الشعب لم يبدأ حياته إلا بعد غيابه. وأن الشرع الذي لم يفرض نفسه بالقوة، صار رمزاً بالحب. أي مفارقة أكبر من هذه؟
سوريا اليوم لا تضحك على نكتة، بل تضحك على تاريخٍ حاول أن يسرق منها الحياة. سوريا اليوم لا تسخر من رجلٍ واحد، بل تسخر من نظامٍ كاملٍ كان يظن أن الكراهية يمكن أن تدوم. والجواب جاء في الساحات: الحرية وحدها تصنع السعادة التي لا تزول.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

تابعونا على فيس بوك

مقالات