من أهم مقومات بقاء داعش تنظيماً مستقطباً للمقاتلين المتشددين أكثر من بقية التنظيمات الإرهابية هو نجاحه الكبير في تأمين “الجنس” لمقاتليه وفق فتوى جهاد النكاح التي تعتمدها خلايا التجنيد للتغرير بالقاصرات من الأوروبيات و غيرهن.
يعتمد التنظيم في عمله على تجنيد الفتيات من خلال اختراقه للمجتمعات المسلمة و غير المسلمة عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل خبراء، يجيدون إقناع الطرف المقابل بأفكارهم، وهذا يدلل على وجود مختصين مدربين على هذه العمليات، فيما تقع القاصرات من المجتمعات المسلمة في أوروبا و أمريكا فريسة لهذا التجنيد، تحت مغريات أهمها الانتقام من الغرب الذي يرفض بنسبة كبيرة منه المسلمين بعد الحملة المسيئة للدين السمح في أوروبا و أمريكا على خلفية أحداث 11 أيلول / سبتمبر من العام 2001. يحرض التنظيم الفتيات على السفر نحو سوريا و العراق للالتحاق بصفوفه مقدماً عروضاً مغرية مالياً، وجنسياً، مما يؤدي إلى انخراطهن في صفوف التنظيم تحت ذريعة الزواج ليجدن أنفسهن متزوجات من أكثر من مقاتل في اليوم الواحد، وهذه الرغبات الجنسية الشاذة لدى المقاتلين و المجندات تلتقي في خندق واحد يخدم استمرارية التنظيم، و الهدف العريض الذي تعلنه الفتيات المجندات حول سفرهن، هو العودة للجذور التي ينتمون إليها أصلاً و الزواج من المقاتلين، للوصول إلى ( جنات النعيم).
عملية التجنيد التي تتم تظهر أن جهداً مخابراتياً كبيراً بذل على تدريب عناصر داعش التي تختص بالتجنيد و الترويج لأفكاره عبر مواقع التواصل، الأمر الذي أوقع عدد من الأوروبيات اللواتي لا ينتمين إلى أصول مسلمة، تحت تأثير الإغراء الجنسي و المادي و الترفيهي برحلات سياحية في مناطق الشرق مجاناً.
مؤخراً تحدث تقارير إعلامية في دول عدة من غرب أوروبا، عن استدرجات قاصرت من المجتمعات المسلمة في تلك الدول، كما تم استدراج عدد كبير من البالغات الأوروبيات غير المسلمات، وذاك يعكس القدرة الفائقة للتنظيم على تجنيد النساء، من خلال اختراقه كل الضوابط الامنية التي تضعها دول أوروبا و أمريكا على أنشطته، وكل ذلك تحت مغريات المال و الوعود الكبيرة بالحياة المرفهة ضمن كنف داعش في المناطق التي تمدد بها التنظيم الإرهابي في سوريا و العراق، مقابل ممارسة الجنس المقدس مع من يصفهم التنظيم بـ “المجاهدين”.
و هذا يعكس تكامل ثنائية الجنس و المال في استمرارية التنظيم، لتتصدر فرنسا وبريطانيا وألمانيا والنمسا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، قائمة الدول المصدرة للنساء إلى صفوف تنظيم داعش، وكشف عن توجه 63 فرنسية و50 بريطانية بالإسلاميين المتطرفين في الشرق الأوسط
و في معظم الأحيان ينتهي المطاف بمجاهدات ( الجنس) أمهات لـ أطفال مجهولي النسب وسط ظروف إنسانية سيئة، ويحيط بهن الخطر من كل الجهات.
عربي برس