قبل 100 عام ارتكب الاتراك بزعامة جمعية الاتحاد والترقي مجازر بحق الشعب الأرمني ما بين عام 1909 – 1915 راح ضحيتها أكثر من مليون قتيل . ورغم هول المأساة وفضاعتها وجد الأرمنيون من يقف الى جانبهم ويداوي جراحهم سواء من جانب الغرب او من جانب العرب . خسر الارمن مليون ضحية ويزيد ولكن وطنهم لم يخسروه فما زال موجودا . ارتكبت بحقهم مجازر وانتهت وكل العالم تعاطف معهم وأقرّ بمدى ما تعرضوا له من جرائم واختلفوا في التسمية : هل ما تعرّض له الأرمن تطهير عرقي ؟ أم جرائم حرب ؟ بالمقابل من تلك الفترة وقبل 100 عام ويزيد والدم العربي يجري أنهارا الجزائر وحدها قدّمت المليون شهيد وفي فلسطين ما زال الشعب يدفع الثمن باهظا ولا زال نزيف الدم مستمرا . شعب اقتلع من أرضه وشرّد وهجّر على مرأى ومسمع العالم الذي صمّ أذنيه وأغمض عيونه ورفض ويرفض أن يعترف بما تعرّض له الشعب الفلسطيني من مجازر تمثل ابشع صور التطهير العرقي وجرائم حرب ومجازر بحق الانسانية . وددتُ لو أكون أرمنيّا ليقف العالم الى جانبي ويتعاطف معي ويقرّ بمأساتي . وتمنيّت لو لم أكن عربيا تراق دمائي وتستباح بمباركة من العالم على اتساع الجرح العربي في سوريا الجريحة والعراق المذبوح وليبيا النازفة واليمن المظلوم . دافع الأرمن عن قضيتهم وعدالتها واستطاعوا أن يوصلوا صوتهم عاليا فهبّ العالم لإحياء ذكرى المجازر التي اقترفت بحقهم ، أمّا نحن بني العرب ما أعجبنا ! جعلنا من عدوّنا صديقاً حميما واتخذناه سندا لنا وظهيرا ، أشعلنا لأجله الحروب وأتقنّا سفك دمائنا طلباً لرضاه ، دمّرنا أوطاننا واستبحنا الحرمات وانتهكنا كل المحضورات والممنوعات ، لم يعد هناك خطوطاً حمراء تردعنا ، سخّرنا كل أموالنا ووجهنا كل أسلحتنا لتدمير ما تبقّى من كرامة ، من 65 عاما ونحن نلهث وراء السلام ونصرّ ونؤكد أمام العالم أننا محبين للعدل والسلام ، ولأجل السلام دمّرنا الأوطان : العراق ، وسوريا وليبيا واليمن ، والحبل على الجرار . من أجل من تجري الدماء في سوريا والعراق ولسواد عيون مَن يدمّر اليمن ؟ ليتني لو كنت أرمنيّا !
- الرئيسية
- مقالات
- وددتُ لو أنّي أرمنياً ….! بقلم غالب راشد
وددتُ لو أنّي أرمنياً ….! بقلم غالب راشد
- نشرت بتاريخ :
- 2015-04-29
- 2:58 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك