شرق أوسط جديد كما تريده الولايات المتحدة وحلفائها لا إمكانية واقعية لكي يتحقق إلا بإسقاط أو تطويع أو تغيير سلوك الحلف المقاوم -كما يتوهم ويحلم الأعداء- وإلحاقه بالمشروع المراد له كهدف نهائي شرعنة وجود دولة (إسرائيل) كأمر واقع لا مناص من التعامل والتعايش معه. وهو الكيان الذي وجد ليبقى كما صرّح ذات يوم الرئيس الأمريكي الراحل “جون كيندي” . كيان مصطنع يجسد حقيقة الإستعمار الذي اضطر تحت وقع النضال والثورات الوطنية للرحيل فوجد في هذا الكيان اللقيط قاعدة متقدمة له وذراع تحافظ على مصالحه وتمنع أي إمكانية للتقارب والتكامل العربي والتوحيد المنشود.
فالمستعمر دأبه تمزيق وإضعاف الأمة والمنطقة التي تعد الأغنى والأجمل والأقدس بعيدا عن الفهم الصنمي للتقديس وهنا بالطبع لا مشكلة مع أغلب الأنظمة العربية بشكل سري أو علني وهو الغالب وبشكل مباشر أو غير مباشر ترتضي وتقبل وترضخ مزعنة للإملاءات الغربية لمجرد ضمان أستمرار شهوة حكم ومال وسلطة لن تدوم مهما طال الزمن “ولو دامت لغيرهم لما وصلت لهم” هي الأنظمة التي فرطت بالأثمن والأبقى والأشرف من أجل أنانية مفرطة لا مبرر لها.
هذا المشروع الاستعماري كانت بداياته الأولى في تسعينات القرن المنصرم وكان أشهر من نظّر وروّج له الصهيوني المخضرم مهندس القنبلة النووية الإسرائيلية بالتعاون مع فرنساالرئيس الحالي (لإسرائيل) شيمون بيريز في كتابه الشهير “مشروع الشرق أوسطي” تحدث فبه عن سلام مرتقب قادم لا محال مع أبناء العمومة العرب كما يزعم وتحدث عن الإمتيازات والمكاسب والخير الوفير الذي يجنيه الطرفان (إسرائيل والعرب) من خلال شراكة قوامها تفوق علمي تكنولوجي نتاج عقل يهودي + وفرة ثروات وقوى عاملة عربية رخيصة . معادلة إن تحققت بشكل صحبح ستجعل على حد زعمه من الإقليم حلما وقبلة للكثير من الطامحين في العالم!!! لكن مشروعه بقي حبرا على ورق وأضغاث أحلام لاصطدامه بعقبة محور الممانعة الرافض لهذا المشروع وكل المشاريع الإستعمارية ونقصد هنا سورية وإيران والمقاومة وكل القوى الرافضة لفكرة التطبيع مع العدو الصهيوني.