بخشوع و كبرياء عانقت جبال الصمود رمال بحر طرطوس و كتبت بحروف من ذهب أسطورة عشق للشهادة والصمود و الوفاء والوئام …و رسمت أملا ملونا بألوان أطيافها بزرقة بحرها و حمرة التضحية بدماء شهدائها و حلكة السواد لبسالة أبنائها و بياض السلام لقلوب أبنائها …وكللت جبينها بلون خيرها أخضرا خصبا…لتعلن من ترابها علم النصر والانتصار …
نعم إنها طرطوس … أرض الشهادة و الشهداء عاهدت الوطن بتقديم شهدائها الأبرار ليكونوا قرابين الحرية وقناديل الوطن …ووفت وعدها ووئامها فكانت أرض خيرة احتوت في محرابها آلاف السوريين من كل حدب وصوب …
تآلمت كثيرا و لكن جراحها عصية على الموت و أبت إلا أن تكون كما وصفهاسيد الوطن أن طرطوس قد أذهلت العالم بتماهيهامع الوطن …هذه هي طرطوس أرض الأولياء الصالحين و كل من آمن بطهرها و لايفهم صلاتها إلا من عاش فيها و التحم بترابها ريفا و مدينة و سيدرك أنها صلاة صوت واحد لمآذن جوامعها و أجراس كنائسها و لتعلن عند إشراقة شمس كل يوم أنها مدينة استثنائية تلاحمت فيها الصلوات لتعلن صلاة واحدة هي الوفاء للوطن الكبير سورية ..ومن هنا تضافرت جهود أبنائها و فتحت أبوابها لكل المتضررين و المحتاجين و الزائرين لها لتعلن اسم البيت الكبير الذي احتضن كل الوطن ..لم تتأخر يوما في تعليم أبنائه و لا تلبيه حاجات متضرري الحرب و لا احتواء كل من يريد أن يحافظ على انتمائه و لم تبخل بفتح دورها لكل السوريين على اختلاف أطيافهم و ألوانهم …ولم تفرق بين أبناء محافظة و أخرى …بل كانت سندا و دار أمان و عيش و سلام للجميع …هي طرطوس كما كانت و ستبقى هذه الأرض الطاهرة و عصية على الركوع أو الاستسلام و مهما بلغ الكلام من ذهب لن تقدر هذه الأرض البيضاء قلبا و الزرقاء سموا وكبرياء كما بحرها و سمائها بأي ثمن …بوركت طرطوس و بوركت البطون التي حملت شعبها الوطني المثقف و الرائع اسما ووجودا لتكون ألماسة الساحل السوري و تكتب ملحمة خاصة بها و بدماء شهدائها على صفحات التاريخ السوري أنها كانت أيقونة لكل معاني المحبة و البطولة والشهادة …إنها مدينتي طرطوس و بيت كل السوريين .