في عدوان تموز عام 2006 انقضت “إسرائيل” على لبنان بكل ما أوتيت من قوة وما لديها من آلة حرب عسكرية جهنمية مدمرة, كانت الحرب التي أعدّت لها تل أبيب جيدا تترقب الفرصة المناسبة للإنقضاض على ألد خصم أذاقها مرارة الهزائم على مدى أكثر من عقدين وكان أقساها الخروج المذّل والمهين والإنسحاب من جنوب لبنان بفعل ضربات المقاومة في أيار عام 2000 وهو كان أشبه بمعجزة غير مسبوقة في تاريخ الصراع نظرا للتفوق النوعي الهائل لإسرائيل على الدول العربية مجتمعة….
ذريعة الصهاينة في شن العدوان هي أسر المقاومة جنديين لمبادلتهم لاحقا بالأسرى اللبنانيين والعرب لدى العدو إلا أن ردة الفعل السريعة والعنيفة والشروط التي وضعت لوقف التصعيد من قبل الكيان العبري كانت تشي بالنوايا المبيتة سابقا لاستغلال أدنى سبب لشّن العدوان أضف إلى السرعة في إطلاق المواقف المؤيدة لإسرائيل على المستوى الدولي والإقليمي والعربي وخاصة الخليجية منها واصفة ما قام به المجاهدون من أسر جنديين بأنه مغامرة غير محسوبة النتائج يجب دفع أثمان معها وبدأت حينها الماكينات الإعلامية تبرر لإسرائيل ما ترتكب من مجازر وقتل وتدمير للبنى التحتية من أنه دفاع عن النفس وأن البادي أظلم!!
إلا أن نتائج حرب الثلاثة والثلاثين يوم كانت مفاجئة وصاعقة لكل المراهنين على هزيمة المقاومة والقول أنها لن تخرج من الفخ الذي وقعت به فجرت الرياح عكس ما تشتهي السفن……
لقد أذهل وتفاجأ العالم بعد مرور تلك المدة (33يوم) بأن مجاهدي حزب الله يزدادون عزيمة وثبات واستبسال وضراوة في القتال كما لو كانت الحرب في أيامها الأولى ملقنين العدو دروسا في فنون القتال وفي رباطة الجأش وقدرة التحمل والإلتزام وفي المقلب الآخر بدأت إسرائيل تلجأ للقوى الكبرى وتلّح على ضرورة إصدار قرارا دولي ملزم بوقف القتال يحفظ لها ماء الوجه وما تبقى لها من هيبة لأن استمرار القتال يعني المزيد من الإخفاق والخسائر وسيصبح مع مرور الوقت من المتعذر التعمية وتضليل الرأي العام داخل كيان العدو كان المراد من عدوان تموز 2006 توجيه ضربة قاصمة للمقاومة ولذلك ومن هنا اعتبرت هذه الحرب مفصلية بوركت من الدول الكبرى وبوركت من قبل أنظمة الذّل والخيانة والإنبطاح _ أنظمة التوريث في مشيخات وممالك الخليج والتي وصلت عندهم درجة الإنحطاط والإنحلال الأخلاقي الطلب من المؤسسات الدينية منع الدعاء نصرة للمقاومة في حربها مع اليهود المغتصبين للقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين!!!!
ما حصل في ملحمة تموز كان إنعطافا حاسما في الصراع مع الصهاينة فلو حقق العدو ما أراده لأضحت الطريق معبدة أمام المشاريع الإستعمارية وما صرحت به حينها كوندليزا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة في إدارة جورج بوش الأبن في خضّم العدوان “أن المنطقة تشهد آلام مخاض ولادة شرق أوسط جديد” تحت عنوان الفوضى الخلاقة يؤكد صحة ذلك, هذه الفوضى الخلاقة التي أعطيت فيما بعد وبسبب الفشل في تموز اسم (الربيع العربي) الذي تحول إلى بحر من الدماء والدمار والتشظي.
- الرئيسية
- مقالات
- تموز وحربه الأشهر- بقلم كفاح عيسى
تموز وحربه الأشهر- بقلم كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-07-12
- 10:07 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك