مما تعلمناه وتم تلقيننا إياه منذ اليفاعة وحتى الآن إن الإستعمار الناهب للخيرات والثروات ولإضفاء صبغة أخلاقية وبعد إنساني على سلوكه وحتى لايبدو محرجا ومتناقضا مع ما يدعي من شعارات – تحرر الشعوب ورفع الظلم والإستغلال وإحقاق العدالة – يقوم بتقديم مساعدات (إنسانية) على شكل تبرعات أو قروض سماها ميسرة وهي غالبا ما تكون مشروطة بهدف تكبيل الدولة الفقيرة بقيود تؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان القرار السيادي ثم التبعية الكاملة……
وأعتقد أن الأغلبية يدرك هذا الكلام جيدا…….
ولكن ما أريد قوله: بالله عليكم ما الفارق بين ما يصنعه المستعمر بحق الشعوب المغلوبة وبين ما يتصنعه بعض رموز السرقة والفساد من أصحاب المليارات؟
من تقديم بعض المساعدات للفقراء والمحتاجين بأسلوب التبرعات عن طريق المؤسسات والجمعيات التي تحمل أسماء تفتقد بالحقيقة ولا تمت بأي صلة للمعاني السامية لقيم البر والتقوى والإحسان كما دعى إليها سيدنا خاتم المرسلين والأنبياء؟؟…….
والمضحك في الأمر حتى هذا الفتات الذي يقدم للتعمية والإيهام, إنتقائي ومشروط والحصول عليه بشق الأنفس بعد تذلل وعناء وكل هذا لمقاصد وغايات في أنفسهم المريضة!
أما المبكي فهو درجة التعظيم والتطبيل والدعاء لهذا (المتبرع) السارق دون أن يدري المسكين المخدوع (المتبرع له) أن ماحصل عليه جزء لايذكر من حقوقه و أمواله المسروقة بأسلوب قانوني – شرعي وهذا التبرع يحمل طابع إحساني مغلف بثوب إيماني يتولى بث الشائعة بين الناس جوقة التملق والتزلف والإنبطاح, لا يستطيع معه من يسمع ويشاهد فصول العمل المسرحي إلا أن يزرف الدموع!!
قائلا: الله يكتر من أمثالو…… لسا الدنيا بخير
أما أنا فأقول: الله لايسمع منك يا مسكين يا معتّر……..
كلها تبرعات مفتقرة للصلاح والفلاح غايتها بث الفرقة والضغينة بين الناس……. وإن بدت للوهلة الأولى خلاف ذلك…….
- الرئيسية
- مقالات
- لا فرق بين المستعمر وبين رموز الفساد ؟-بقلم كفاح عيسى
لا فرق بين المستعمر وبين رموز الفساد ؟-بقلم كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-09-04
- 1:32 ص
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك