من يعرف المنطقة قبل التشييد يقول باستحالة الوصول إليها بالوسائل التقليدية نظرا للطبيعة الوعرة والقاسية وبسبب العلو الشاهق, أما الآن فالمختصون قدروا ثمن “القلعة” والعقار الذي بنيت عليه بأكثر من ثلاثين مليون. والذي حالفه الحظ وجال في داخلها فقد “بهت” ولكن ليس كالذي كفر……… بهت (خيبة) كظمآن انشرح صدره لرؤية الماء فوجده سراب عندما اقترب أكثر. فالديكور على ذمة الراوي كلفته تقدر بأكثر من نصف مليون والفرش أيضا أكثر من نصف مليون أما الطرق التي شقت وعبدت وزينت فكلفتها بمئات الآلاف ويقال أن حجم الهدر الشهري (الإنفاق) على الحاشية والخدم والمخلصين فبلغ عشرات الآلاف وربما المئات, أما الهدايا والتحف الثمينة واللوحات المعلقة الثابتة والمتحركة منها والتي تبهر الناظر إليها فهي لاتقدر بثمن وهو لم يشاهد مثلها بحدود معرفته ومشاهداته السابقة, وأكثر ما يدهش تلك الحدائق وأنواع الأشجار والزهور داخل (الحرم) التي تباغت! فمتع ناظرك وهذه الأخيرة لايغبط عليها لأنها تحتاج إلى قلوب رقيقة ونفوس حساسة مرهفة (ومن وين أجيب إحساس للي مايحس)…….. هذا كله على ذمة الراوي ولكي لاتستهون الأمر ويذهب بك الظن بعيدا فهذه التقديرات والملايين كلها بالدولار والدينار وليس بالعملة المفجوعة وهي في أتعس حالاتها هذه الأيام!. الأشخاص الذين يعرفون صاحب الملك “والملك لله وكله من فضل ربي” قبل نزول النعم عليه بفضل دعاء والديه يقولون مستغربين: من أين له كل هذا؟ (فالموقّر) ربّاه والده من التصدق وإحسان الناس عليه ومن بقايا موائد الميسورين في منطقته! وأقرانه في مراحل الدراسة يهمسون في جلساتهم قبل مساحة حرية التعبير التي أعطيت في العقد الأخير, أما الآن يصرحون علنا بحجم “الترقيع” الذي كان في ثيابه ويقولون أنه أمضى سنوات طوال من عمره وهو ينام ويحلم في نفس البيت الطيني مع “الدواب” ولكن في الجناح الآخر المقابل!. إلا أن أكثر ما يحيّر رفاقه الذين صدقوا (الحكاية) التي طالت وانطلت بحكم الفن “الديماغوجي” المتقن من قبل رفيعي المستوى وأصحاب المعالي, إن كل هذا التحول ومظاهر “البرجزة” حصل في خضم النضال والطموحات والآمال الشعبية لتوزيع الثروات بشكل عادل بين الجميع!. من سنوات قليلة أحيل (البطل المقدام) إلى التقاعد تماشيا مع روح التغيير وضخ دماء جديدة لعلّ وعسى………. وعلى الرغم من بقاء كل شئ كما هو إلا أن ماحصل اعتبر نكسة أعظم من النكسة الأشهر عند العرب مما انعكس سلبا على أدائه ونفسيته وتعاطيه مع خاصته وأضحت الكوابيس تباغته والصراخ يعلو بعد منتصف الليل قائلا: ماذا فعلت؟! أريد أن أرجع فمازال لديّ العزم والهمة لأقدم الكثير ولأخدم الوطن والمواطنين!……….هذا على ذمة الراوي…
- الرئيسية
- مقالات
- على ذمة الراوي- كفاح عيسى
على ذمة الراوي- كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-10-15
- 10:52 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك