تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع وزير الخارجية الأردني العلاقات الثنائية وملف عودة اللاجئين السوريين أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية

وزارة التنمية الإدارية بين التوجّهات وآليات العمل-عبد اللطيف عباس شعبان

11224895_1178167608876282_6965818032243337733_o1-300x300لاشك أن التنمية الإدارية حاجة اقتصادية واجتماعية وسياسية وحضارية، وبالتالي فإن إحداث وزارة خاصة بها هو محطّ ارتياح جميع من يقدّرون أهميتها، وخاصة أن إحداث الوزارة قد ترافق مع اختيار وزيرها من ذوي الخبرة والهمّة والاهتمام، وقد أظهرت الأشهر الأولى التي أعقبت إحداثها المزيد من حضور وزيرها في الساحة الإعلامية، حيث أجرى العديد من الاتصالات مع المعنيين وعقد العديد من الندوات والملتقيات في أكثر من محافظة وجهة عامة، وأفاض في تبيان ما لديه من تطلعات وطموحات وآمال وما ينشده بداية من أعمال، وقد كان موفّقاً في استقطاب عدد من المهتمين والمختصين وذوي الخبرة في التنمية الإدارية الذين تدافع بعضهم ذاتياً للعمل معه ما جعله يقدّر اندفاعهم ويؤطرهم ضمن فريق مركزي يحمل اسم “مجلس خبراء التنمية الإدارية”، كهيكلية أولية معنية بالتحضير لهيكليات أخرى، وتنامى الحضور التنظيري للوزارة حتى بلغ أوجه قبل أشهر.

ولكن مضى وقت غير قليل على إحداث هذا المجلس دون أن يجد المتابع حضوراً ميدانياً تدبيرياً متواكباً، فالهيكلية المركزية لم تكتمل والهيكليات الفرعية لم يؤسّس لها عملياً وإن كانت هناك بعض التصوّرات لذلك.
الواضح والجلي أن التوجهات النظرية الغنية بالآمال والطموحات لم تقترن مع التأسيس لآليات عمل تدفع باتجاه تحقيقها، وتحديداً الآليات العامة التي كان من المتوجب دراستها وإقرارها واعتمادها بالتشاركية مع جميع الجهات عبر مجلس أعلى عام ممثلة فيه جميع الوزارات، تجنّباً لادعاء أو تنصّل بعضهم من الالتزام بهذه الآليات تحت حجة وأخرى، ما أدّى إلى أن تشهد الأشهر الأخيرة تراجعاً في الحضور التنظيري قياساً إلى ما كان عليه وإلى ما كان موعوداً من كثيره، ما دفع وزير التنمية الإدارية إلى أن يشير في أكثر من مناسبة إلى أنه يعاني من بعض الصعوبات التي لم يكن بالمستطاع تذليلها، وأن بعض المعيقات متمترسة في مكانها، ما جعل المراقب المتابع المهتم يستنتج أن دلائل التعثر بدأت تظهر.
من المؤكد أن إحداث وزارة يتطلب بشكل أولي اعتمادات مالية تمكِّن من تأسيس هيكلية إدارية لها مركزياً على مستوى العاصمة، وفرعياً على مستوى كل محافظة، مزوّدة بكل متطلبات العمل من أبنية ومعدات وآليات وما يرافق ذلك من صرفيات، والوزير المعني هو المسؤول عن تشكيل فريق عمل أوليّ يتولى التأسيس لذلك وتكوينه تتابعياً، بالترافق مع تعاون الجهات الأعلى، فلكي تتمكن وزارة التنمية من استثمار ما لديها من خبرات وطاقات وإمكانات تحتاج إلى أن يتوفر بين يديها ما يتطلبه ذلك من معطيات، فالترابط قائم وبقوة بين الآمال، وما هو متاح من إمكانات ومعطيات لتحقيقها إلى أعمال، ما يستوجب أن تولي السلطات الرسمية الأهمية الكبرى لجميع متطلبات هذه الوزارة.
من المؤكد أن وزير التنمية على قناعة تامة بأن التنمية الإدارية حاجة عامة، ومطلوب أن تكون متكاملة على مستوى جميع الإدارات التي عليها أن تتفهم أن وزارة التنمية معنية بها جميعاً انسجاماً مع الدور الوطني العام المنوط بهذه الوزارة، وليس من قبيل السلطة والأوامر، وهنا أستميح السيد الوزير بأن أقول حبذا لو اعتمدت الوزارة آليات عمل عامة تنسجم مع ما تم من توجهات عامة وأبلغتها لكل الجهات المتوجب عليها أن تكون ملزَمة وملتزِمة بها، استناداً إلى محضر المجلس الأعلى العام الذي أقرها والذي هي ممثلة به، ما سيرتب أن يكون الالتزام بتنفيذ التوجهات والآليات العامة بمنزلة مدخل يؤسّس لتمكين كل جهة من المبادرة في تحديد آفاق التنمية الإدارية الخاصة بها، بما ينسجم ويتكامل مع التنمية الإدارية العامة وذات الصلة مع الجهات الأخرى، وأن تكون الهيكليات المركزية والفرعية للوزارة معنية بمتابعة تنفيذ التوجهات والآليات العامة لدى كل جهة في إطار استشارة وتعاون ومراقبة المعنيين في وزارة التنمية، على أن يكون ذلك وفق برنامج وتوقيت زمني، مع تقييم دوري لمدى الجدية والمردودية المتحققة.
ما زال الأمل معقوداً على أن تتمكّن وزارة التنمية من الإقلاع ولا خوف أن يتم إلغاؤها –كما حدث قبل سنوات- حال تشكيل وزارة جديدة، وربما كان الوزير الحالي وفريقه والذين سينضمون إليهم أكثر قدرة على النهوض بها.
عبد اللطيف عباس شعبان
عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية

هذا المقال منشور في ص/ 3 / من صحيفة البعث العدد / 15434 ليوم الأربعاء 4 / 11 / 2015

 

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات