تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يبحث مع وزير الخارجية الأردني العلاقات الثنائية وملف عودة اللاجئين السوريين أمام الرئيس الأسد.. محافظو دير الزور ودرعا واللاذقية وحماة والقنيطرة الجدد يؤدون اليمين القانونية الرئيس الأسد يصدر مَراسيم تشريعية بتعيين محافظين جُدد لمحافظات: دير الزور، درعا، اللاذقية، حماة، وال... إصابة مدنيين بجروح جراء عدوان إسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية الجنوبي الشرقي الجامعة الافتراضية تخفض معدلاتها 5 بالمئة تماشياً مع نتائج الثانوية العامة … عجمي: 10 آلاف طالب متوق... الجيش أسقط 9 طائرات مسيّرة للإرهابيين بريفي اللاذقية وإدلب … الحربي السوري- الروسي يواصل استهداف مقا... المجلس الأعلى للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي يحدد الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة للع... الرئيس الأسد يستقبل مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أكد على تقديم ما يلزم للوافدين اللبنانيين.. مجلس الوزراء يوافق على مشروع إحداث الشركة العامة للصناعا... لجنة القرار/43/ تناقش عدداً من القرارات والإجراءات الخاصة بشروط شغل مراكز عمل القيادات الإدارية

زيت الزيتون السوري والاهتمام المطلوب-عبد اللطيف عباس شعبان

11224895_1178167608876282_6965818032243337733_o1-300x3001-300x300نعيش هذه الأيام فترة جني موسم شجرة الزيتون المباركة، وقطرنا من الدول الخمس الأولى المنتجة له عالمياً، فالمساحات المزروعة به تزداد عاماً بعد عام، وفي كل المحافظات السورية بعد أن كانت زراعته محصورة في بعضها فقط، وستظهر السنوات المقبلة أن بعض المحافظات، قد تأخذ السبق من المحافظات المشهورة به، فالمساحات المزروعة بشجرة الزيتون تكاد تقارب /700/ ألف هكتار، وأعداد الأشجار المغروسة بها يقارب الـ/100/ مليون شجرة، أكثر من ثلاثة أرباعها في مرحلة الإنتاج، الذي يتراوح سنوياً بين ( 0.5 – 1) مليون طن من الزيت حسب الموسم، عدا ما يستهلك منه لزيتون المائدة، علماً أن إنتاج عام 2007 بلغ /1.2/ مليون طن زيت، أي أن نصيب الفرد السوري من الإنتاج، يتراوح بين /25 – 50/ كيلوغرام زيت سنوياً، وهذه الكمية تزيد على الحاجة المحلية، ما يؤكد إمكانية التصدير والحاجة الماسة لتنشيط ذلك.
زيت الزيتون السوري مشهود له بجودته الكبيرة، خلافاً لما يشاع من هذا الطرف أو ذاك، وما قد يظهر من ضعف جودة، ما هو إلا نتيجة بعض الغش الذي يطوله بين مكان وزمان من بعض المسوِّقين له محلياً، أو من بعض المصدّرين له بقصد تحقيق أرباح آنية غير مشروعة متجاهلين مخاطر ومنعكسات هذا الغش عليهم وعلى القطر مادياً ومعنوياً، مع الإشارة إلى انتفاء أي غش من المنتجين الذين يحرصون على جودة وسمعة إنتاجهم، وإن طال هذه الجودة بعض النقص أحياناً لأسباب فنية، فغالباً ما يكون ذلك خارجاً عن إرادتهم وإمكاناتهم، وليس قصداً أو جهلاً منهم، فصاحب الدار أحبّ لداره وأدرى بما فيه.
وما زلت أتذكر الرئيس الفنزويلي الراحل شافيز على شاشة التلفاز، وهو يمسك بيديه ويضع أمامه زجاجات زيت الزيتون السوري مفاخراً به، ويعلن عزمه على استيراده لبلده، وسبق لي شخصياً أن ذهبت بمهمة وظيفية خارج القطر واصطحبت عبوة من زيت زيتوننا، ولكن الكمية انتهت قبل عودتي، فاتجهت إلى أحد المتاجر الكبيرة المشهورة لشراء علبة زيت زيتون، ولكن لم أجد النوع السوري، فاشتريت نوعاً آخر موشَّى بالزخارف والعبارات المضللة، وكم كان الفارق كبيراً بين النوعين .
شجرة الزيتون شجرة معمّرة، وتبدأ بالإثمار بعد حوالي خمس سنوات من غرسها، هذا الإنتاج الذي يبدأ من بضع حبات، ويتنامى سنوياً حتى يزيد على /100/ كغ، بعد عشرات السنين، علماً أن جنيها ليس سهلاً فبعض المنتجين يجمع حبّاتها -التي يحوي كل منها بحدود غرام زيت فقط– حبة حبة، وتحتاج إلى الكثير من الخدمات وتعاني من بعض الأمراض، وما يظهر من تقصير في الخدمة أو المعالجة يحتاج إلى مزيد من الاهتمام، عبر تشاركية بين السلطات الرسمية والمنتجين الذين قد يكونون غير قادرين على القيام بذلك أحياناً في هذه المنطقة أو تلك، علماً أن بعضهم يقصّر في خدمة أشجاره ما يجعل من الأولى أن تبدي السلطات الرسمية اهتماماً كبيراً لهذه الشجرة الاقتصادية حيث تقوم وزارة الزراعة بالكثير منه من خلال جهود الوحدات الإرشادية المنتشرة في جميع مناطق القطر، ولكن ما زالت الحاجة ماسة إلى مزيد من العناية، وخاصة في مجال المكافحة العامة للأمراض التي قد تظهر نظراً لأن كثيراً من المنتجين لا ينفذون المكافحة الفردية لأسباب متعددة، واقتران ذلك بضمان توزيع انتشار المعاصر في كل المناطق، وضمان توزيع المحصول عليها جميعاً، ومراقبة عملها لأهمية دورها في جودة الزيت، وأرى أن المرتبة العالية التي تحتلها سورية في إنتاجه عالمياً، تتطلب ضرورة إصدار تشريع رسمي باعتبار زيت الزيتون محصولاً استراتيجياً وإجراء كل ما يستوجبه هذا التشريع.
لسنوات خلت كان سعر الزيت رخيصاً جداً، وعندما انقشعت بعض الدعايات المضادة له، ارتفع سعره وازداد الإقبال عليه، فسعر الكيلوغرام حالياً بحدود /1000/ ل.س وهو سعر منخفض جداً قياساً إلى التكلفة الفعلية وقياساً إلى غلاء الأسعار الذي طال جميع المنتجات الزراعية، ولكن المزيد من العناية المدروسة يخفف من التكلفة ويزيد من الإنتاج، ما يساعد في خفض السعر للمستهلك المحلي، وضمان سعر تنافسي في السوق الخارجية.
عبد اللطيف عباس شعبان
عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية

هذا المقال منشور في صفحة اقتصاد من صحيفة البعث العدد / 15444 / ليوم الأربعاء 18 / 1 1 / 2015

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات