عبد الرحمن تيشوري / عضو مجلس خبراء الوزارة
من جهةٍ أولى، تكلف كل وزارةٍ بإعادة هيكلة عملياتها (كماشرحنا سابقا). وكذلك توضيح المهام وتبسيط روتين الأعمال الداعمة. أما من جهةٍ أخرى، فإن كثيراً من التزامات الخطة الوطنية للتنمية الادارية تتعلق بجهود تضم عدداً من الوزارات، وبالتالي فإن ثمة حاجة للتعاون. وتشمل هذه الجهود توضيح الإطار القانوني إضافةً إلى مشاريع تنمية الموارد البشرية الكثيرة في سورية واغلبها مهمش حاليا.
منهجان في تنفيذ الإصلاح: “من القاعدة إلى القمة” و”من القمة إلى القاعدة”
من ناحيةٍ أولى، يتولى المستوى المركزي في الحكومة تنفيذ مبادرات إصلاحية من قبيل إعادة تحديد مهام الوزارات والمهام داخل كل وزارة، وكذلك إصلاح الموازنة والمالية العامة. أما من ناحيةٍ أخرى فإن تطوير خدمات عالية الاستجابة للمواطنين، وكذلك السماح لهم بالمشاركة في وضع المعايير وفي تحديد كيفية تقديم الخدمات لابد وأن يجري عبر مبادراتٍ تنبثق من جماعات المستخدمين النهائيين لضمان حسن الاستجابة الذي تدعو إليه خطة الإصلاح التي وضعها الدكتور النوري.
من القمة إلى القاعدة
(إعادة) توزيع مسؤوليات الحكومة المركزية
إدارة الإصلاح المالي
تطوير الوظيفة العامة
استثمار المورد البشري السوري
تطوير مؤسساتي
من القاعدة إلى القمة برامج جدارة قيادية
مجالس خبرة وتطوير محلية
مشاركة المواطنين في تقديم الخدمات محلياً
أما في جوانب أخرى من الخطة الوطنية الجديدة، فالأرجح أن تمثل المبادرات المطروحة نوعاً من السعي إلى التوازن. وهذا يتعلق بتوزيع مهام الحكومة المركزية على نحوٍ لا مركزي.
الخطوات الأولية في إصلاح الإدارة العامة: إقامة جهة للتنسيق /وزارة التنمية الادارية /
إن الطبيعة الشاملة للطموحات الإصلاحية الواردة في الخطة الوطنية الجديدة، وكذلك نمط التنفيذ متعدد الأبعاد الذي يجمع بين المنهجين الأفقي والرأسي من خلال التنفيذ من القاعدة إلى القمة ومن القمة إلى القاعدة يطرح تحدياً ضخماً.
فحتى الحكومات التي تتمتع بآليةٍ متطورة جداً لصنع القرار وتحظى بخبراتٍ خارجية فيما يتعلق بالتحليل والبرمجة، وتملك سجلاً في مجال التنسيق داخل الحكومة وفي مجال التنفيذ السليم، يمكن أن تجد صعوبةً في متابعة جدول أعمال بهذا الشمول ضمن الزمن الذي تحدده الخطة الجديدة.
إن الحكومة التي تجد نفسها بين حدين يتمثل أولهما في الإنجاز المتميز، ويتمثل الآخر في الفشل المخزي، بحاجةٍ إلى وضع منهجية إصلاحية ثابتة سليمة التسلسل، وذلك بالاستناد إلى أساليب ومناهج مستقرة، وعبر الاعتراف بالنجاحات (وخاصةً المبكرة منها)، وكذلك عبر تبادل الأفكار العملية وتشجيع المواهب مع الاستخدام الأمثل للخبرات المتوفرة، وهي محدودةٌ أصلاً.
ومنذ البداية، نوصي بأن تنشئ الحكومة جهةً تنسيق (مكتباً، أو هيئةً، أو أمانة عامة، أو أي اسم مناسب وزارة) وسوف يكون لهذه الجهة مهام كثيرة متداخلة.
إبلاغ المواطنين بكل تفصيل امر مهم للتفاعل والنجاح
يمكن أن تكون المنهجيات المستخدمة في إحدى الوزارات ملهمةً للعمل الجاري في وزاراتٍ أخرى. وفي حين يمكن لتبادل الأفكار أن يجري على نحوٍ غير رسمي (نعلم أن هذا ما يجري حالياً)، فإن هذه العملية تقتصر على العلاقات الشخصية وتتعلق بالمصادفة. وتبين الخبرة أن الشبكات غير الرسمية مهمةٌ من أجل تسهيل عملية التغيير في أي كيانٍ ضخم. لكن، وإذا كانت الثقافة الإدارية المتمثلة في “الحجرات الرأسية” للتفكير قائمةً فعلاً كما يزعم البعض (وكما تقول الخطة الخمسية الادارية الجديدة أيضاً)، فإن ثمة خطر في أن تقع هذه المنهجية غير الرسمية رهينة قوى العشوائية والمصادفة. ولهذا السبب، يمكن أن تستفيد الحكومة كثيراً إن هي جعلت من بين مهام هذه الجهة التنسيقية مسألة توثيق “الأفكار الملهمة” وتعميمها، سواءٌ على شكل مبادرات محددة، أو باستخدام منهجيات توضع لهذه الغاية.
- الرئيسية
- مقالات
- منهج من القاعدة الى القمة ومن القمة الى القاعدة في سورية في تطبيق برامج التنمية الادارية
منهج من القاعدة الى القمة ومن القمة الى القاعدة في سورية في تطبيق برامج التنمية الادارية
- نشرت بتاريخ :
- 2015-11-23
- 11:57 ص
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك