في صغري كنت أسمع “مثل” لطالما ردده الكبار تعليقا على سلوك خاطئ وهو أن فلان أو فلانة “صوفتو حمرا” لم يكن فهمي آنذاك يتجاوز المعنى الشكلي أو اللفظي في أحسن الأحوال ولكن تبين لي بعد “التدقيق والتمحيص” أنه قول يعكس ثقافة وفكر وقيم مجتمع……..مجتمع أساسه التمييز والخوف والمحاباة والخنوع للتسلط والتذلل ل(القوي) الذي مهما فعل وأتى هو و (أحبته) من سلوك غير حميد فهي عند القوم الذين لاحول ولا قوة لهم (هفوة وشغلة صغيرة ونحنا بشر وكلنا منغلط) وأن الله غفور رحيم! أما التعب والمسحوق فمهما كان خطأه صغيرا “فالويل والثبور وعظائم الأمور” تبقى تلوكها الألسن والتي تجعل من الحبة قبة وربما يدفع ثمنها الأحفاد وما بعد الأحفاد……..
إنه نير الإستبداد بأشكاله السياسي والإجتماعي والديني وهذا الأخير هو الأكثر قسوة ومحفزا للإستسلام لأنه باحتكاره للأخرة وتحديده أين ينتهي بنا المطاف يصادر الإرادة والعقل ولا يتوانا إن دعت الحاجة عن إعطاء “صكوك غفران” على طريقة القرون الوسطى……..وليس هذا المثل وغيره من الأقوال والتبريرات غير المنصفة والظالمة إلا نتيجة لعقود بل لقرون من هذا الإستبداد.
- الرئيسية
- مقالات
- “صوفتو حمرا….” – كفاح عيسى
“صوفتو حمرا….” – كفاح عيسى
- نشرت بتاريخ :
- 2015-12-06
- 9:29 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك