في الحقيقة لم أستطع إزاء جميع انواع السباب والشتائم التي يكيلها المنتقدين سوى أن أقول آمين …لكن ، وبما أن الأمر يقع ويتكرر دوماً ولاراد له وسيقع مثيلاً له الكثير …أردت أن أنظر الى الجانب الإيجابي في هذا الحدث وبعض دلالاته التي لاتبرره بالضرورة ولاتمنع حدوثه أبداً..لكن قد تفسره:
أولاً : إن الرغبة في الحياة والفرح طاغية على الرغبة في الإندحار والموت والإنكفاء الى الحزن والإستسلام له عند القائمين بالفعل .
ثانياً : أن العفوية التي قادت مطلق النار هي بشكل من الأشكال ، إنعتاق من العادات والتقاليد ( وربما الأخلاق ) الإجتماعية ، والتنكر لها ، عندما تحركت في داخله الرغبة في الفرح والحياة ، وهذا قد يكون فأل خير ، فطبيعة الإنسان العفوية هي النزوع نحو الحرية والتحرر من كل مايعيق سعادته وحياته !!!.
ثالثاً : أن مطلق النار وقد يكون على غير وعي منه ، يحارب الحزن والأسى بالفرح ، فكلهم محزونون ….معظم من أطلق النار هو مصاب بفقدان عزيز أو أكثر بكثير ، وكلهم يحمل من الأسى الضاغط عليه وعلى نفسه حد الإنهيار وهو يصارع هذا الأسى بالتأكيد والسعي الى الفرح وممارسته هو أنتصار على الحزن الضاغط المتربص به!!!!!
رابعاً : إن قرع الطبول ( للحرب وللسلم ) في مامضى وصوت الرصاص حالياً كما والرقص والدبكة ودق الأرض بالأقدام وتصفيق الأيادي الموزونة ، كلها تحمل في ماتحمله من دلالات جلية …تحمل التحدي وتعنيه ، وبهذا يعني مازال لدى هؤلاء الشباب قوة ونزعة التحدي ضد سالبي الحياة ولصوصها ،
أعزائي : إن ظاهرة إطلاق النار ابتهاجاً في المناسبات هي ظاهرة مقلقة ، تتسبب بأحداث محزنة غالباً ، وقد نهى عنها الكثيرون ( من مختار الحي وشيخ الجامع الى رئيس الجمهورية )وحاربوها حتى بالإستجداء والطلب والتمني ، ومع هذا فهي مستمرة ….لماذا؟..
لعل القراءة الإيجابية الآنفة والتي كان الغرض منها هو النظر والبحث عما هو إيجابي في كل حدث مهما بلغت سلبيته يكن كي ننعم بإيجابياته ونستفاد منه ، فلايوجد فعل أو حدث هو شر مطلق ، فمهما بلغ من سوء فلابد أن يحمل بعض الخير أو شيء من الإيجابية ….
لعل هذه القراءة تساهم في الإجابة على السؤال : لماذا ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية مستمرة رغم كل الصيحات بوجهها ؟… وتدربنا على النظر بعين الإيجاب ( وليس بالضرورة القبول ) لكل حدث يحصل مهما كان مقيتاً أو مؤلماً ….دعونا نصادق آلامنا لعلها تخف عنا وتشف…