بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
لا يزال التخبط والفوضى سيد الموقف في إدارة بعض جوانب ملف الإغاثة رغم مرور سنوات عديدة على بدء العمل به.. ورغم المحاولات المتلاحقة لإدخال تعديلات على تشكيل لجان الإغاثة وإدارات الجمعيات وتكثيف الاجتماعات التي تهدف إلى التخفيف من الاختناقات والحد من التجاوزات وضبط حالات الفساد والمحسوبيات والتي بقيت تطفو على سطح هذا الملف الإنساني الهام..
لقد أوجدت الأزمة التي نمر بها واقعاُ اجتماعياً ومعيشياً في غاية الصعوبة، فأصبحت غالبية الأسر السورية بحاجة الى المساعدة بنسب متفاوتة للإيفاء بالحدود الدنيا من متطلبات العيش، وحاولت الدولة المساعدة قدر الإمكان من خلال توجيه الجمعيات والبلديات لتلقي طلبات المواطنين الراغبين بالحصول على المساعدة ودراسة هذه الطلبات ومنح المستحقين بعضاً من المعونات الغذائية والمنزلية وفق ما يتوفر لهذه الجمعيات من امداد ومن دعم تخصصه لجنة الإغاثة او الجهات المانحة الأخرى، إلا أن هذا الموضوع بقي محدوداً ولا يرتقي إلى حجم الأزمة وحاجة الناس ولم تستطع هذه الجهات تلبية الكم الهائل من طلبات المحتاجين والمراجعين اليومية لمكاتب ومراكز هذه الجهات..
الأمر الآخر يتعلق بالإعانات التي يتم تخصيصها لأسر الشهداء والجرحى والعسكريين، فرغم وجود قرار رسمي بأحقية هذه الشريحة وإعداد قوائم محدثة لدى الجمعيات والبلديات إلا أن عمليات التوزيع بقيت قاصرة وتعاني من صعوبات تتعلق بعدم انتظام الإمدادات للجهات الموزعة ونقص الكميات وفق اللوائح المقدمة وايضا من سوء إدارة ومحسوبيات مما أوجد حالة من عدم الثقة والسخط لدى المستحقين من أبناء المؤسسة العسكرية التي قدمت وتقدم أغلى ما تملك في سبيل الحفاظ على تراب سورية الغالي…
منظمة الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية أوقفت مؤخراً توزيع المساعدات بأمر من السيد المحافظ الذي يعمل على إيجاد آلية جديدة لإيصال هذه المعونات الى مستحقيها بأقل قدر من العناء والتخفيف من الفوضى والازدحام أمام مراكز التوزيع، ووفق آلية تضمن تحقيق عدالة نسبية وإيصال المساعدات إلى الشرائح المستهدفة والمستحقة بالتعاون مع الوحدات الإدارية والجمعيات، ولم تتبلور حتى الآن الصورة أو الألية التي سيتم اعتمادها في هذا الموضوع، وما نأمله هو أن تكون هذه هي المحاولة الأخيرة والثابتة في معالجة حالات الخلل والفوضى التي وصلت إلى حدود تسيئ إلى كرامة وسمعة الوطن والمواطن بآن معاً ..







