احتفالاً باليوم العالمي لمكافحة السل، الذي يصادف 24آذار من كل عام وبرعاية مديرية صحة طرطوس، نظم مركز مكافحة السل ندوة حول مرض السل في المركز الثقافي بطرطوس تحت شعار(الوصول والعلاج والشفاء لكل مريض سل) .
قدم خلالها د. ياسر محمد رئيس مركز السل محاضرة عن مرض السل وهو مرض جرثومي معدي تسببه الجرثومة الفطرية الدرنية (عصية كوخ) وأول من اكتشف جرثومة السل العالم روبرت كوخ عام1882.
ومن أشكاله سل رئوي وهو نوعان: سل ايجابي القشع حيث تخرج العصيات من الرئة عن طريق العطاس أو السعال وهو الحالة المعدية وسل سلبي القشع غير معدي.
وهناك سل خارج الرئة: وهو يصيب أي جزء من الجسم (عقد- جلد- رحم ) وهو غير معدي.
وبين د.ياسر أن من أعراض السل الرئوي (سعال- نقص وزن- تعرق ليلي- نقص شهية- ألم صدري- ارتفاع حرارة) و يمكن للسعال أن يستمر أسابيع عدة وقد يسبب نفث الدم .أما أعراض السل خارج الرئة(حرارة- تعرق- نقص وزن- مع أعراض خاصة بالعضو المصاب).
وأضاف: ينتقل السل الرئوي عن طريق العطاس أو السعال أو الكلام من الشخص المصاب إلى الشخص السليم حيث تنتقل العصيات عن طريق الهواء الملوث بها فتبقى العصيات بالهواء لفترة طويلة ويحدث الالتهاب عند المضيف القابل عندما يستنشق القليل من هذه العصيات وحتى تحدث العدوى يجب أن يكون هناك اتصال مع أفراد الأسرة لعدة أشهر، وعصية السل حساسة للأشعة فوق البنفسجية , فمن النادر أن يتم انتقال الالتهاب في الهواء الطلق في ضوء النهار , حيث تعتبر التهوية الكافية أهم وسيلة لخفض نشر العدوى في البيئة.
أما السل خارج الرئة فيمكن أن ينتقل عن طريق شرب حليب من بقرة مصابة بالسل بدون تعقيم.
عند ظهور الأعراض المذكورة وتناول المصاب أدوية للالتهاب والسعال دون تحسن لمدة تتراوح بين 2-3 أسابيع عندها يجب على المريض مراجعة مركز السل ليقوم طبيب المركز التخصصي بفحصه ويطلب له فحص قشع /3/مرات متتالية صباحا على الريق ليومين متتاليين وذلك لكشف عصية كوخ كما يجرى للمريض صورة شعاعيه للصدر، و يتم بناء على ذلك التشخيص والمعالجة فورا تحت الإشراف المباشر والدواء متوفر ومجاني في المركز التخصصي حيث تتم مراقبة المريض طول فترة العلاج والتي لا تقل عن 6 أشهر كي لايتطور المرض ولمنع حدوث العدوى، كذلك يطلب طبيب المركز إجراء فحص قشع وتحري الإصابة بين المخالطين للمريض في الأسرة. و بعد أسبوعين من تطبيق العلاج يصبح معظم المرضى غير قادرين على نشر العدوى.
وفي ختام المحاضرة تطرق د. ياسر إلى مجموعة من التوصيات و المقترحات لمنع انتشار مرض السل والوقاية منه وهي:
*التدرن مرض خطير ولكنه قابل للشفاء التام عند الانتظام بالعلاج.
*السل مرض غير وراثي فلا داعي أبدا لإثارة القلق والخوف في أفراد الأسرة .
*المحافظة على النظافة الشخصية و تغطية الفم عند العطاس أو السعال وتجنب الأماكن المزدحمة.
*الامتناع عن التدخين بكافة أشكاله ولاسيما الأركيلة.
*تهوية المنازل بشكل يومي والتعرض لأشعة الشمس لفترة مناسبة.
*إخبار المركز الصحي المحلي عن كل حالات التدرن حيث يمكن معرفة الأشخاص المتماسين مع المرضى ومراقبتهم و فحصهم.
*الالتزام والتوسع بالعلاج من خلال نظام العلاج تحت الإشراف المباشر DOT مع المتابعة طول فترة العلاج. *التثقيف الطبي عن طريق كافة الفعاليات في المجتمع .
*تطوير البحوث وتعزيزها للوصول إلى أدوية ولقاحات ووسائل تشخيصية سريعة وفعالة.
*الإسراع في مراجعة المركز الصحي عند الإحساس بالأعراض لكشف المرض وتشخيصه باكراً ليتم الشفاء التام منه .
حضر هذه الندوة معاون مدير الصحة و عدد من الأطباء ومسؤولي التدرن في مركز السل و المراكز الصحية و عاملين صحيين .