عبد الرحمن تيشوري / كاتب وباحث سوري
مواطن عربي سعودي اخرق جاء لنصرة اهل سورية كما افتى له شيوخ الوهابية قتل في احدى المظاهرات الشعبية ابان الحماسة الوطنية التي اجتاحت المنطقة بعد احداث الربيع الداعشي العبري. يشتاق وهو إلى جوار ربه إلى زوجته وأطفاله وبلاده. فترف روحه اللعينة من الشوق والفضول في كبد السماء، ويجري الحوار التالي مع زوجته التي كادت أن تنساه:
الزوج الاخرق: كيف الصحة والاولاد والجيران يا حرمة؟
الزوجة المخدوعة: بخير. وأنت يا بو متعب؟
الزوج: وهل هناك أروع من أن يموت الانسان في سبيل بلاده ومبادئه ودين الله والملك الخرفان الدكتور الامي سلمان ولكن فراقكم أدمى قلبي أكثر من جراحي وخاصة سريرك الواسع.
الزوجة: وماذا نقول نحن. آه لو تعرف ماذا فعلت خالتك أم حمود، وماذا قالت عمتك أم حميدان عندما اذيع نبأ موتك وصعودك الى فوق.
الزوج: لا أريد أن أستنفذ المكالمة في أخبار شخصية. أريد أن أسأل عن القضايا الاسلامية الربانية العربية الكبرى التي قضيت من أجلها. طمنيني: ما أخبار حركة التحرر العربي واهل الشام وغزة واليمن ومرسي وليبيا؟
الزوجة: عال.
الزوج: وحركة عدم الانحياز وسيدنا الامير ابو دجانة؟
الزوجة: ممتازة.
الزوج: والحريات في الوطن العربي والخليج؟
الزوجة: بتبوس ايدك؟
الزوج: والسجون؟
الزوجة: فارغة بس ذبحنا سجناء اليمن فقط وذبحنا الشيخ النمر.
الزوج: عظيم. عظيم. لأن حلمي الكبير كان الاستفادة من تلك القاعات الرهيبة بعد اخلائها، اما كمسارح لرقص الباليه، أو معاهد لتطوير الموسيقى الشرقية او تعليمكم قيادة السيارة. فبماذا تستغلونها الآن؟
الزوجة: ما زلنا حائرين بين الباليه والموسيقى لان شباب المهلكة متنورين وحضاريين
الزوج: عظيم. عظيم. وبرامج الاصلاح الزراعي والموارد البشرية وتعليم القرود هل اكتملت؟
الزوجة: إلى حد كبير.
الزوج: اذن أصبح كل شيء متوفراً ورخيص الثمن بالنسبة للطبقة الكادحة في المهلكة.
الزوجة: طبعاً وخاصة الفاكهة والسمك واللحمة والموبايلات وكل شيء.
الزوج: رائع. رائع. ولكن حذار، لا تكثروا من التفاح. فهو يسبب “الكتام” ولا تسرفوا في التهام الموز على الطالع والنازل فهو يزيد نسبة النشويات ويشوه اجسام العمال العرب والهنود والباكستانيين ويعيقهم عن أداء واجبهم في خدمة اصحاب المعالي
الزوجة: اطمئن من هذه الناحية يا بو متعب.
الزوج: وبالنسبة للمشاريع الاقتصادية العربية الكبرى وقرارات قمة الكويت؟
الزوجة: كالمطر. ونحن الآن نقطف ثمارها.
الزوج: اذن فالأموال العربية والسعودية لعبت دورها كما يجب. فنحن أغنياء كما أذكر.
الزوجة: بل من أغنى أهل الأرض. ولولا هذه الأموال لانهار الإقتصاد البريطاني والامريكي وكل بنوك سويسرا، منذ سنوات.
الزوج: “بعد تفكير” على كل ما دامت هذه الأموال فائضة عن حاجة الوطن العربي والخليج، بعد أن قضى على الفقر والجهل والأمية والبطالة، فلا مانع من مساعدة الغير. إنها من شيم العرب كما تعرفين؟
الزوجة: هل تريد شيئاً آخر؟
الزوج: ما أخبار فلسطين وغزة والاقصى؟
الزوجة: ارفع صوتك انني لا اسمع.
الزوج: لا استطيع ذلك. وإلا استيقظت ارواح الشهداء العرب من حولي.
الزوجة: معك حق. وأنا تعبت والطبخة على النار. ماذا تأكلون عندكم؟
الزوج: لا تغيري الموضوع. ما أخبار فلسطين؟
الزوجة: ولو، وهل هذا سؤال يسأل بعد هذه السنين الخمسة؟
الزوج: اعرف ذلك. ولكنني ما زلت قلقاً على اليهود ولاد العم. لا تلقوهم في البحر. خيروهم بين العيش بيننا بسلام أو العودة إلى بلدانهم الأصلية او يدخلوا التحالف الاسلامي السعودي او نشن نحن وهم حرب مشتركة على اليمن وسورية وايران.
الزوجة: تكرم يا طويل العمر.
الزوج: ولا تقسوا عليهم أثناء التسفير اذا رغبوا، فالعفو عند المقدرة، لأن العرب كما تعلمين أثناء الفتح الإسلامي وأثناء حربهم مع الفرس والروم كانوا …
أحد الجيران الاوادم لقط المكالمة: ولك سد بوزك العمى شو أجدب وكلب وحقير وتافه اندفس يلعن روحك ويلعن ابوك والله لا يرحم فيك مغز ابرة .