بانوراما طرطوس- راما عباس:
هذا الهواء العابث… يتسلل من نافذتي… يزيح الستارة يلهو في طياتها.. يخفق بطرفها عاليا”… ويرميها عرض الحائط.. يأتي إلى طاولتي.. يبعثر أوراقي.. ينثرها أرضا”.. يهز محبرتي يعنفها… يلتف بها فوق الطاولة يسكب حبرها… أدخل غرفتي وأرى تلك الفوضى..!! وأحاول لملمة أوراقي.. فلا يكف يفرد خصلات شعري يعصف به بجنون.. ويرهق أطراف ثوبي يلتف حوله مسرعا”… كولد شقي لايعرف للهدوء طريقا”.. يصفع وجه مرآتي بغضب.. مابالك أيها الهواء تعبث بأغراض غرفتي..؟ فالتبعثر ماشئت منها.. فلن تبوح لك محبرتي بما أخفيه.. ولن تلفظ أوراقي بسطورها لك.. ومرآتي لاتسألها من أهوى.. فهي لاتحدث أحدا” سواي.. ولن تستطيع إقتفاء أثره في ثوبي وشعري.. وقد دربت ستارتي أن تكتم سر أحاديثنا عند النافذة… لن يبوح لك المكان بشيئ… فكلهم أصدقائي.. فلاداعي لجلبتك هذه.. ومن أهواه أسكنته هنا في قلبي خلف الضلوع.. أعانقه ويذوب مع أنفاسي.. فكفاك ضجيجا” وإرحل.. فهذه مملكتي أنا…