بعد مئة عام يعيد التاريخ نفسه فيقدم رجال سورية أرواحهم وحياتهم في سبيل وطنهم وعلى طريق الأجداد يكمل الأحفاد درب النضال والمقاومة واثقين من أن إرادة الشعب لا بد أن تنتصر على كل القوى المعتدية.
وفيما يحيي السوريون في السادس من أيار الذكرى المئة لاستشهاد عدد من المناضلين على يد الاحتلال العثماني في ساحة المرجة بدمشق يقدمون الشهيد تلو الآخر في مواجهتهم للحرب الارهابية التي تشن عليهم.
محمد والد الشهيد الرائد المظلي باسل عنجاري يرى في حديث لـ سانا أن أعداء سورية قبل مئة عام هم أعداوءها اليوم وهدفهم واحد سلب السوريين ارادتهم وحريتهم وسيادتهم وأرضهم وكما الأمس يدفع أبناء سورية ثمن الانتصار من دم رجالهم الشجعان ممن رفضوا الذل.
ويشير عنجاري إلى أن طرطوس كما كل المحافظات قدمت من أبنائها العديد من الشهداء في سبيل الدفاع عن الوطن داعيا “الجهات المعنية إلى مزيد من الاهتمام بمطالب ذوي الشهداء واحتياجاتهم”.
بدوره وجيه خرفان والد الشهيدين حسن وحسين خرفان اللذين مضى على استشهادهما ثلاث سنوات ونصف السنة يقول: “لولا تضحيات الشهداء لما كان السوريون اليوم ينعمون في الأمان بكثير من المناطق” مشيرا إلى أن الجهات الحكومية منحته كامل تعويضات ولديه الشهيدين.
وفي وقت يعبر فيه خرفان عن تقديره للجهود الحكومية لتوفير الدعم لأسر الشهداء يرى أن “هناك ثغرات في بعض القوانين تحول دون وصول المستحقات الى اصحابها ومنها تعويض بدل السكن للشهيد الذي لم يتمكن من الحصول عليه الا لشهيد واحد رغم ظروفه المادية الصعبة”.
هناء محمود زوجة الشهيد العقيد الركن أحمد سليم تأمل بإحداث مدرسة لأبناء الشهداء في طرطوس لتوفير الخدمة التعليمية الأمثل لهم وتخفيف عبء انتقالهم إلى دمشق.
من جانبها تقول زينة يونس والدة الشهيد علي جنيدي أن مطلب أهالي الشهداء الوحيد هو تحقيق النصر وعودة سورية آمنة ومستقرة خالية من الإرهاب إلا أن ذلك لا ينفي ضرورة تنظيم الجهود المبذولة لدعم اسر الشهداء بما يضمن لهم حياة كريمة وتوحيد المبادرات الساعية نحو رعايتهم.
لينا عاقل أخت الشهيد الملازم شرف ماهر تعبر عن اعتزازها بتضحيات أبناء سورية الذين استبسلوا في كل شبر من أرضها فأثبتوا ولاءهم للوطن وايمانهم بوحدته داعية إلى توفير فرص عمل لأبناء الشهداء وذويهم الأمر الذي يؤكد عليه شعبان ديب والد الشهيد ادهم حيث يشير إلى ضرورة إيجاد “حل حقيقي” لأسر الشهداء التي تفتقد مصدر رزق مضمونا عبر تأمين وظائف لهم تحل جزءا من مشاكلها المادية بدلا من اقتصار الدعم على معونات متفرقة “سريعة النفاد”.
وتقتصر أمنيات ومطالب ليلى بدرة والدة الشهيدين يحيى وحسن صافي على النصر للجيش العربي السوري والرحمة لشهدائه والعودة لمخطوفيه والشفاء العاجل لجرحاه مؤكدة ضرورة ان تتخذ الجهات المعنية إجراءات أكبر في سبيل خدمة جرحى الجيش وتقديم الاعانات اللازمة لهم سواء الصحية أو المادية وغيرها حيث إن في قريتها “بلوزة” نماذج عديدة منهم لديهم معاناة كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ويحتاجون الكثير من الاهتمام والرعاية.
وتبين بدرة أن الحكومة منحتها بعد شهادة ولديها وظيفتين لولديها الباقيين كما تحصل على سلة غذائية بشكل دوري مشيرة في الوقت نفسه إلى وجود معاناة لدى بعض أسر الشهداء في الحصول على المساعدات والإعانات.
ويحيي السوريون في 6 أيار من كل عام عيد الشهداء اليوم الذي أقدم فيه قائد الجيش الرابع للاحتلال العثماني جمال باشا السفاح في عام 1916 على إعدام عدد من المناضلين في ساحة المرجة بدمشق وساحة البرج في بيروت والتي سميت فيما بعد ساحة الشهداء.
