“أبو كرم” هاوي صيد من نوع مختلف، فهو لا يحبّ صيد العصافير والطيور الأليفة أو التي نقول عنها طيور منزلية: “ما لي قلب صيد عصفور لأني بحبّها وهي عم بتطير وتزقزق وبنبسط فيها أكتر وبمنظرها”، ويحبّ صيد الطيور الكاسرة والجارحة وهي حيّة ويتفنن في اصطيادها ويصبر على التعامل معها دون أن يستخدم بارودة صيد أو يطلق خرطوشة واحدة، ويعرف مواسمها وأماكن وجودها وعبورها ومرورها وسلاحه شبكة صيد وقضيب دبق.
آخر طرائد أبي كرم اصطياده لأنثى الطير الحر أو كما يسمّيها “قرناص أو شاهين بحري” منذ شباط الماضي من خلال نصب شبكة بارتفاع مترين وعرض سبعة أمتار وفي داخلها الطعم “حمامة” عند برج السيريتيل القريب من سوق الهال الجديد بمدينة طرطوس ولم تمضِ ساعتان حتى وقع الطير الحر أسير الشبكة ويقدّر عمره ما بين سنتين وثلاث سنوات.
وكيف بتعرف: “يا حبيب من ريش جناحا لأن لسا ما فك -أي لم تفتح بعد- ويطلب من ابنته أن تقيس فتحة جناحي الطير التي لا تتجاوز 38سم ووزنه 1400-1500غ ويعيش حتى 25 سنة ويبدّل ريشه ومنقاره وأظافره كل أربع سنوات وبياكل وبيشرب حوالي 150غ لحمة عشية ومرة وحدة باليوم”. وسبق لأبي كرم أن اصطاد العديد من الطيور الجارحة، “بالأمس أعدت باشقاً إلى الحرية بعد احتجازه لأشهر”!؟.
ويقدّر أبو كرم أن ثمن “قرناصه” البحري يصل إلى مليون ليرة وهناك من اتصل يطلب رؤية صورة ظهرية للطير ليشتريه وفي الخليج يصل ثمنه إلى ستة آلاف دولار والذكر إلى 14 ألف دولار. ويقول: “هوايتي أن اصطاد الطير الجارح الباشق والشواهين بأشكال الطير البري – الجير– الكوارة وهي من فصيلة الصقور، وأذهب إلى منطقة العوجة على طريق حماة – مصياف وجبل السايح عند قلعة الحصن لأنها تعتبر معبراً مهمّاً للطيور الجارحة في الربيع وبالتحديد خلال شهري آذار ونيسان”.
أمضى أبو كرم أكثر من ثلاثين عاماً خلف “دركسيونات” السيارات الحكومية قبل أن يُحال إلى التقاعد قبل شهر ولا يذكر أنه ارتكب حادث سير أو حتى مخالفة، وهو أب لخمسة أولاد ناهد وكرم ومرام ورشا وعلي الذي يفتخر بأنه أحد طياري كويرس الأبطال.
بانوراما طرطوس-وائل علي-البعث