تبحث لاهثة في أدق تفاصيله و هو أيضآ يبحث عن ملامحها من دون أن يدري بأن وجهها هو انعكاس لتفاصيل وجهه و بأن صوتها قد أحاكته من حبال صوته …. تتحدث معه فتنبت في الصحاري عرائش الياسمين …. يتحدث معها فيغدو البحر قاسيآ لا شئ به سوى الصخور …. هما معادلة مستحيلة الحل و سهمان متوازيان لا يلتقيان أبدآ و مع ذلك لا تضجر من الغوص في تفاصيله …. تقلب بين يديها مجموعة صوره فترى صورته مبتسمآ فيزهر ياسمين دمشق كله في جزء من الثانية أما حين يتكلم يصمت التاريخ من دون قصد أو ربما عن سابق قصد و كأن ذاكرته هي أيضآ قد انشطرت نصفين و فقدت كل مخزونها التاريخي …. تمضي الأيام و لا قدرة لها على الشفاء منه تعشقه بكل مافيه بروحه …. وكلامه …. و بخصل شعره العبثية و بعسل عينيه …. تعشق قطرات العرق التي تزين جبينه و تخالها قطرت ندى ….تبتعد عنه فتتورط به أكثر ….لا يكتفي الزمان أن يمر و يعود كما كان وإنما يعود أسوأ مما كان ….فغاب هو وغابت معه أنفاسها و لم يترك لها سوى بقايا نبضات لقلب ميت …. فهي لم تفلح بأن تكون شهرذاد و تأسره بأحاديثها و هو كان أشد دهاء و خبثآ من أن يكون رهن الكلام ….
- الرئيسية
- ثقافة
- معادلة مستحيلة الحل ………
معادلة مستحيلة الحل ………
- نشرت بتاريخ :
- 2016-06-04
- 4:52 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك