استقر سعر صرف الليرة السورية خلال الفترة الأخيرة بفعل الخطوات والإجراءات التي اتُخذت وتحديداً موضوع السيولة الذي اعترضت عليه المصارف الخاصة.
هناك الكثيرون ممن لم يفهموا الخطوة التي تمثلت بوقف موضوع سحب الأموال من المصارف وعلاقتها باستقرار سعر صرف الدولار،
الموضوع ببساطة كان هناك عدد من المضاربين يملكون حسابات بأرقام عالية في المصارف ولا سيما في المصارف الخاصة تُقدم لهم تسهيلات كبيرة تتيح لهم القيام بسحب مبالغ كبيرة واستبدالها بالدولار وهو ما يزيد من الطلب على الدولار وبالتالي ارتفاع سعر صرفه أمام الليرة السورية وعندما تم تطبيق عملية وقف سحب الأموال لم يعد بيد هؤلاء السيولة لشراء الدولار بكميات كبيرة وهذا قلل الطلب عليه ما ساهم باستقرار سعر صرفه واستُكملت العملية بإجراءات أخرى مثل جلسات التدخل وهذا ساهم في خفض سعر صرفه أمام الليرة السورية، ويجب أن تستمر هذه الطريقة في المدى القريب لحين تبلور خطة بديلة للحاكم الجديد يمكن أن تستمر بموضوع وقف سحب السيولة.
المصارف الخاصة اعترضت على خطة وقف سحب السيولة وقالت إن الخطوة أدت إلى اكتناز الناس الأموال في المنازل ولكن هذا الأمر غير خاطئ ويمكن ببعض القرارات دفع المدخرين في المنازل لإعادة وضع أموالهم في المصارف العامة أو وضعها في الاستثمار مباشرة وهي حالات صحيحة ولا سيما في مثل هذه الظروف.
أما الاحتجاج الآخر للمصارف الخاصة والمتمثل بإغلاقها نتيجة عدم وجود إيداعات فهذا يؤكد الدور الخفي والسلبي للبعض منها وهنا يمكن أن نسأل: إذا توقفت المصارف الخاصة فما المشاريع التي ستتوقف بالبلد ؟ وما الاستثمارات التي تموّلها هذه المصارف؟
من أسباب استقرار الدولار أيضاً زيادة المبالغ المحوّلة من الخارج بالدولار وعليه يجب أن تهتم الحكومة بهذا الموضوع كثيراً وعلى المصرف المركزي أن يرفع سعر دولار الحوالات ليقلّص الفارق بينه وبين دولار السوق، بحيث يكون سعر دولار الحوالات أقل بخمس ليرات لا بعشر أو خمس عشرة ليرة، الأمر الذي يدفع البعض للإحجام عن تحويل الأموال بالطرق الرسمية.
لا بد أيضاً من إعادة إحياء دور المصارف العامة التي يمكن مراقبة جميع العمليات فيها والتحكم بتعاملاتها على عكس المصارف الخاصة وشركات الصرافة التي يمكن أن تخالف بمئة أسلوب.
خلال يومين يجب أن تتبلور مسيرة سعر صرف الدولار.. أمام الليرة وما علينا إلا التفاؤل.
جريدة الثورة -معد عيسى