منسية أنا… مهملة أنا… كا برج حمام غادره سربه ولم يعد إليه… أقف مكاني تلطمني رياح الذكريات.. وتمر بي الأزمان تعتق وجهي وروحي.. هنا في ذاكرتي تختلط علي الفصول.. وتجتمع كلها معا”.. كما لو أنها أخذت موعدا” مع بعضها… وأود لو أصبح أي شيئ آخر سوى ذاك البرج المهجور.. وأدخل الحكايا التي تحكى.. فأجد نفسي مرة” أمشي مع بائعة الكبريت في الشتاء.. والثلج يتساقط في طريقنا.. وأتحسس ذاك البرد القارص الذي لم يرحمها.. مشيت بقربها ورأيتها حزينة؛ جلست على أحد الأرصفة، وأخذت علبة كبريت… أخرجت ثيقابا”.. وأوقدته.. راحت تداريه قليلا بيديها الصغيرتين، عله يعطيها القليل من الدفئ.. بائعة الكبريت… تموت في كل مرة نروي بها الحكاية.. لن أدعها تموت هذه المرة؛ وسأعطيها معطفي تلبسه.. وحذائي أيضا”.. ونقودي… ويهب الهواء يأخذني بعيدا”… إلى حكاية أخرى.. وكأي فتاة في الدنيا حلمت بأني سندريلا.. ورحت أمشي في الغابة.. أبحث عن الساحرة الصغيرة… حتى ظهرت لي؛ وبحركة من عصاها السحرية؛ وجدت نفسي أرتدي فستانا” ساحرا”.. وحذاء” جميلا”.. وأهدتني تلك العربة، التي طالما أحببتها في الحكاية.. ركبت العربة وذهبت إلى القصر، وكان الإحتفال قد بدأ… فدخلت بكل هدوء بين الحضور.. ورأيت أميري الذي أحبه.. وقد رآني وجاء نحوي؛ ينظر إلي بإعجاب وحب.. وأمسك بيدي وسط ذهول الجميع.. ورحنا نرقص.. ونرقص.. ونرقص.. وعندما دقت الساعة منتصف الليلة.. هرعت أركض مسرعة” إلى خارج القصر.. ولكني كنت أركض وأنا أضحك.. فأنا أعرف الحكاية كلها.. وتركت حذائي عمدا” على تلك الأدراج.. وبينما أنا هاربة.. مسرعة.. يهب الهواء من جديد.. ويطير بي مبتعدا” كثيرا”.. أما هذه المرة.. لست في حكاية.. بل في ذكرى.. إنني في حيينا.. قد عدت طفلة!!.. أنظر إلى جسدي وأراه كم عاد صغيرا”.. وأجد بين يدي ذاك الدب البني الذي أحبه.. ونظرت حولي بحثت عن رفاقي في الحي لألعب معهم.. هل سيذكرونني؟!! أم أن هذا الهواء لم يجلبهم إلى هنا بعد.. وسألت نفسي ياترى بأي حكاية يعيشون الآن..؟ أو أنني نسيت بأن الأبراج المهجورة فقط.. لايذكرها أحد سوى الرياح…
- الرئيسية
- ثقافة
- جولة في الحكايا..
جولة في الحكايا..
- نشرت بتاريخ :
- 2016-07-21
- 7:38 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك