أسواق الضيعة التي انتشرت مؤخراً في بعض المحافظات كان الهدف منها ببساطة شديدة إلغاء الحلقات الوسيطة بين الفلاح والمستهلك لإيصال المنتج الزراعي بالسعر المقبول إلى سكان المدن وبذلك تصبح الفائدة مضاعفة لكلا الطرفين من خلال وفر حقيقي بالسعر والجودة العالية .
هذه الفكرة باتت ضرورية في وقتنا الراهن لعدة أسباب منها تشجيع الأسر الريفية على الإنتاج وبالتالي تحقيق عوائد مالية لا يستهان فيها والأمر الآخر كسر حالة الاحتكار من قبل بعض التجار وتأمين مواد تتمتع بجودة عالية .
تلك الأسواق لاقت صدى ايجابي أينما وجدت وكان الإقبال عليها كبير خاصة أن أسعار المنتجات الريفية أرخص من تلك المتواجدة في الأسواق العادية، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت تتأثر كغيرها من السلع والمنتجات بتذبذب سعر الصرف وهذا ما يدعو للتساؤل فأغلبيتها محلية ولا تكلف إلا الشيء البسيط، لكن يبدو أن عدوى ارتفاع الأسعار قد طال أيضاً هذه الأسواق .
وهناك أيضاً أنواع أخرى من الأسواق نراها في المدن تسمى بأيام الأسبوع منها سوق الجمعة والذي تتوافر فيه كل ما يلزم الأسرة السورية وبأسعار تنافسية، إلا أنه ونتيجة الظروف الراهنة أضحت تلك الأسواق خجولة، لذلك كان لا بد من إعادة إحياء دورها لتشكل منافس قوي للأسواق التي تتحكم بالأسعار كما تريد بدون أي رادع رقابي .
وهنا نتوجه لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لضرورة تفعيل تلك الأسواق بحيث تكون رديفة لمؤسسات التدخل الإيجابي ،مع أهمية الرقابة على المواد والسلع التي تباع فيها، خاصة أن بعض تلك المواد لا تتمتع بالجودة المطلوبة .
أخيراً لابد أن تكون تلك الأسواق سواء الأسبوعية أو أسواق الضيعة منظمة ومتنوعة ولا تقتصر على المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية فقط، بل منتجات أخرى يدوية وتقليدية ريفية يحتاجها سكان المدن وهذا يعني تنشيط المشاريع الريفية وتشغيل النساء والشباب وبمشاركة معظم أفراد الأسرة .
اسواق- الثورة