بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
بدأ مزارعو الحمضيات في طرطوس بجني ثمار الحمضيات “الباكورية” وخصوصاً الليمون الحامض الذي يسبق باقي الأصناف في النضوج بحوالي الشهر.. وتؤكد المؤشرات المتوفرة حول كميات الانتاج المتوقعة لهذا الموسم بأنها ستتجاوز 256 ألف طن بحسب مصادر مديرية زراعة طرطوس.. أما المؤشرات المتوفرة لعمليات تسويق الليمون الحامض من سوق الهال فتشير إلى تراجع أسعار هذا النوع ليصل إلى حوالي 75 ليرة مما ترك انطباعاً سلبياً ومتشائماً لدى المزارعين لما ستكون عليه أسعار باقي الأصناف إذ لطالما كان الحامض في السنوات السابقة هو من يخفف من حجم خسارة الأصناف الحلوة الأخرى التي تم بيع معظمها بأقل من أسعار التكلفة..
بطبيعة الحال الحديث عن الحمضيات في محافظة طرطوس لا ينفصل عن الحديث عن الحمضيات في محافظة اللاذقية فالواقع هو نفسه والمعاناة هي واحدة رغم أن الأخيرة تتفوق في كميات الانتاج وبنوعية الحمضيات التي تبدو صالحة للتصدير أكثر من مثيلاتها المنتجة في طرطوس بحسب ما تؤكده مصادر اتحاد المصدرين التي تؤكد ايضا أن العام الحالي سيشهد تنامي في حجم الصادرات باتجاه الأسواق الروسية وربما باتجاه الأسواق العراقية والإيرانية.. ولكن ورغم ذلك لا يتوقع المتخصصون في هذا المجال أن تؤثر هذه الصادرات كثيراً على العملية الانتاجية والتسويقية لأسباب عديدة من بينها خسارة الكثير من الأسواق المحلية نتيجة الحرب الإرهابية على سورية وسيطرت المجموعات المسلحة على العديد من المدن والمناطق، إضافة إلى التغير الواضح في الأنماط الاستهلاكية والاقتصار على الأولويات والضروريات، فالحمضيات ليست أولوية لغالبية الأسر السورية وبإمكان العائلة الاستغناء عن شرائها رغم فوائدها الغذائية والصحية المعروفة..
هذا الواقع وهذه المعاناة لمزارعي الحمضيات باتت معروفة للجميع وتتكرر في كل موسم، ومؤخراً تم مناقشتها على المستوى الحكومي في اجتماع خاص لوزراء الزراعة والاقتصاد والصناعة والتجارة الداخلية وبمشاركة اتحاد المصدرين واتحاد الفلاحين وغرف الزراعة حيث تم اتخاذ مجموعة من القرارات من بينها منح دعم لوجستي لقطاع التصدير باتجاه الدول الصديقة مثل روسيا وايران وتأسيس شركة مساهمة لإقامة معمل للعصائر، وكذلك تم الاتفاق على دعم مشروع استجرار الحمضيات من قبل مؤسسات التدخل الإيجابي..
ويبدو من هذه القرارات أنها قرارات “استراتيجية” يمكن في حال تطبيقها أن تؤسس لمرحلة قادمة لدعم وحماية زراعة الحمضيات على المدى الطويل ولكن لن يكون لها انعكاس ايجابي لهذا الموسم حيث سيبقى الواقع على ما هو عليه وسيبقى التردد قائم لدى غالبية المزارعين ما بين الانتظار لما ستؤول إليه الأمور في السنوات القادمة أو متابعة ما قام به زملائهم في اقتلاع أشجار الحمضيات والتحول نحو زراعات بديلة…







